يُصرّ قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الطامح للوصول إلى “اليرزة” كشريكه الميليشوي بشير الجميّل عام 1982، على إضافة عجيبة جديدة لعجائب الدنيا السبع، مشترطاً قبل وصوله على حزب الله السماح له بالمشاركة في الحكومة اللبنانية المقبلة إذا لم يُبقِ سلاحه. هذا الحزب الذي لم يُسجّل عليه منذ انطلاقته مقاوماً للاحتلال الإسرائيلي أدنى تجاوز في توجيه بوصلة سلاحه نحو صدور اللبنانيين والفلسطينيين المقيمين على التراب اللبناني، مقابل صفحات سوداء سجّلها تاريخ لبنان القريب باستخدام السلاح الإسرائيلي ذاته في سفك دماء اللبنانيين والفلسطينيين المدنيين الأبرياء على أيدي ميليشيات جعجع ومثيلاتها بصورة همجية مفرطة تعكس ذات المدرسة الإجرامية الإسرائيلية.. فهل بات جعجع اللبناني محامياً عن الإسرائيلي وناطقاً رسمياً معبّراً عن طلباته التي فشل جيشه الهمجي المدجج بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا التصنيع العسكري الغربي في تحقيقها بالقوّة الغاشمة في الميدان. ومَن الجاهل الذي أوحى له بأن إسرائيل تقبل به وبأمثاله من العرب المسيحيين قبل المسلمين بأن يترافع عنها، وهي التي يبصق مستوطنوها على الكنائس المسيحية ويهتفون بفخر وغطرسة “نحن قتلنا المسيح”، قبل استباحتهم للمسجد الأقصى وتدميرهم للمساجد امام مرآى ومسمع العالم أجمع، إلّا جعجع وأمثاله. ومَن يقترف جريمة “الخيانة العظمى” متعمّداً عن سبق إصرار وترصّد، ويجرؤ على مجرد طرح موضوع سلاح حزب الله، مصدر قوة لبنان وسيادتها الوطنية الفعلية، وليس الشعاراتية الوظيفية، على بساط البحث، ولبنان يخوض أشرس حروبه في مواجهة العدوان الإسرائيلي البربري الذي يستهدف لبنان، كلّ لبنان بمختلف مناطقه ومكوّناته بلا استثناء على حدّ سواء؟!
ويبدو أن جعجعة جعجع المتمادية، وجموحه نحو التفرّد بالسلطة المطلقة، معتقداً بأن اللحظة التاريخية العصيبة التي يمر بها لبنان الذي يخوض حرباً مصيرية ضروس مواتية له لاستثمارها واقتناصها لتحقيق أحلامه التاريخية الدفينة.. قد دفعته للدعوة إلى ترتيب لقاء “معراب الانقلابي يوم 11/10 الماضي، مغلّفاً نواياه بدعوة ديكوراتية صورية لقادة ونواب من الكتائب والسنة والتيار الوطني الحر، لتتويج نفسه زعيماً أوحد لتكتل سني مسيحي يستخدمه مطية لتحقيق انقلابه السياسي المنشود.. وهو ما أثار حفيظة حتى مصر وقطر الكويت والأردن، والذين حذّروا جعجع من المسّ باتفاق الطائف وأنه لا وكالة لاحد على الطائفة السنية التي يحاول اقتناصها في ظل غياب سعد الحريري. ونُقل عن مصادر مطّلعة يوم 13/11 الجاري إن هذه الدول تشدد على “منع تشكّل تكتّل سنّي خلف مشروع الانقلاب السياسي الذي يقوده جعجع، لما ترى فيه من تهديدٍ لاتفاق الطائف، ومحاولة تعديله ليس بالضرورة عبر إرساء عقد اجتماعي جديد، بل بطريقةٍ مُبطّنة تقود إلى الإخلال بالتوازنات الحاكمة للبلد”، وأنه جرت عشية لقاء معراب المشبوه اتصالات دبلوماسية عربية واسعة بقوى “سيادية” من بينها حزب الكتائب، وبعددٍ كبيرٍ من النواب السنّة، من بينهم نواب “تكتل الاعتدال” والنائبان بلال الحشيمي وفؤاد مخزومي، وكذلك ببعض النواب التغييريين، لحثّهم على عدم المشاركة في اللقاء. وتكفّل المعنيون بالتواصل بتقديم اقتراحاتٍ ومخارج للنواب للاعتذار عن عدم المشاركة، وهو ما انعكس حينها مقاطعةً سنّية للقاء، خرقتها مشاركة النائب أشرف ريفي الذي حسم موقفه منذ اليوم الأول بأن يكون رأس حربة
“سنّة معراب”، قبل أن يصبح وحيداً في معراب من دون السنّة، كما كان وحيداً في حرب 2006 بتقديم الشاي للجيش الإسرائيلي في بنت جبيل الحادثة الفريدة المعروفة. ووفق المصادر ذاتها، فقد أسدت العواصم العربية المعنية، إلى جميع من تواصلت معهم، نصيحة بالتمايز عن جعجع، وخطابه “المتطرّف والمُنافي للوقائع السياسية والمنفصل عن الواقع، سيما أنه ينطلق من اعتقاد بأنّ المكوّن السني في حالة ضعفٍ وانكسار وفراغ على مستوى القيادة، بعد تغييب الرئيس سعد الحريري”. وقالت المصادر إن جعجع “يتصرّف أيضاً على أنّ حزب الله منشغل بالحرب، ومنهمك بملف النزوح وما يفرضه من ضغط وحسابات تجعله يتجنّب الدخول في أي توتير داخلي”. وهو ما تراه المصادر “تعزيزاً لأوهام جعجع بأن اللحظة تشكّل فرصته لفرض وقائع سياسية جديدة”. وتخشى هذه العواصم من أن يكون جعجع “غير آبه بأن تؤدي حركته التحريضية إلى شحن الشارع وتوتيره، وأخذ البلد إلى الهاوية، بعدما وصل به الأمر إلى حد خرق الخطوط الحمر اللبنانية واللامبالاة حيال إلغاء مكوّنٍ أساسي في البلد حتى لو استدعى الأمر اقتتالاً طائفياً”. وتتخوف العواصم المذكورة من أن يشكّل ذلك “فرصةً للأطراف الموتورة للإطاحة باتفاق الطائف”، وترى أنه “يمكن للسنّة لعب “دور ضابط الإيقاع عبر التمسّك بالطائف”. كما وجهت تحذيراً طاول عدداً من القوى المسيحية، من أنّ “جعجع عندما ينتهي من خصومه الشيعة، سيعمل على تصفية أو إضعاف القوى المسيحية ليكرّس حضوره كلاعبٍ وحيد”. ومن ضمن الذين تمّ التواصل معهم، النواب الخارجون حديثاً من “التيار الوطني الحر”.
ويبدو أن عجائب جعجع لن تنتهي، لا قبل ولا بعد خروجه المشبوه من السجن الذي يُفترض أنه أسهم في تهذيبه وإعادته إلى جادة الصواب. وهنا نستذكر موقفه الانعزالي العنصري أيّام انتشار وباء الكورونا الذي ساوى بين البشرية جمعاء غنيّهم وفقيرهم رئيسهم ومرؤوسهم، حين اقترح عام 2020 على الدولة اللبنانية “فرض حصار على المخيّمات الفلسطينية ومنع اللاجئين الفلسطينيين من الدخول والخروج منها، قائلاً في كلمة له من مقر حزبه في معراب: “إنه يتعين إعلان تدابير ضد المخيمات الفلسطينية والوجود السوري في لبنان، تتمثل بإغلاق المخيمات، ورفض السماح لأي كان بالدخول والخروج منها”، مهدداً في حال “لم تقم الحكومة باتخاذ التدابير المطلوبة، وازدياد عدد الإصابات في لبنان بشكل يفوق قدرة المستشفيات، سنقاضي جزائياً رئيس الحكومة ووزير الصحة. أردت أن أكون واضحاً وصريحاً، لأن هذه الأيام لا تحتمل اللغات السياسية والدبلوماسية والمحاباة، باعتبار أن هناك لبنانيين من المفترض أن يبقوا على قيد الحياة” متناسياً ما اقترفه من جرائم بحق اللبنانيين أنفسهم في النبعة وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا (ويمكن مراجعة تقرير «لجنة كاهان» التي شكّلتها إسرائيل في نوفمبر 1982 للتحقيق في المجزرة) واغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، واغتيال النائب طوني فرنجيّة ابن الرئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن، وهو ما سمي لاحقًا بمجزرة إهدن، وما خفي أعظم.. وقامت صحيفة “الجمهوريّة” اللبنانية بترجمة أقواله في مناسبة ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية، على شكل كاريكاتير يظهر فيه “ملثم يرتدي الكوفيّة الفلسطينية تحت تاريخ 13 نيسان 1975، إلى جانب رسم يجسّد فيروس كورونا تحت تاريخ 13 نيسان 2020”. وهو ما يعني أن سبب الحرب الأهلية اللبنانية هم الفلسطينيون، كما أنهم سبب كورونا، أو إنهم شبيهون بها! متجاهلة الحرب الأهلية عام 1958 قبل ولادة منظمة التحرير والوجود الفلسطيني المسلح في لبنان..
إن مثل هذه التصريحات والمواقف، التي تُميّز بين اللبنانيين وغير اللبنانيين في شأن إنساني لا يحتمل التأويل ولا المتاجرة السياسية، هي تصريحات ومواقف عنصرية كريهة ومرفوضة ومدانة، وتتنافي مع القيم الإنسانية، ومع حقوق الإنسان. وقد لاقت تصريحاته والكاريكاتير ردود فعل غاضبة لدى قوى لبنانية وفلسطينية، وأصدرت فصائل فلسطينية ولبنانية بيانات استنكار، معتبرة أن اقتراحات رئيس حزب القوات اللبنانية لمحاصرة وباء كورونا العالمي في لبنان تصب في مجرى كراهية الفلسطينيين، وتخدم العدو الصهيوني. بدورها دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) في بيان لها السلطات اللبنانية، والجهات الأمنية عند مداخل المخيمات، إلى اعتماد آلية جديدة تقي السكان الداخلين والخارجين، كما تقي الجنود على حد سواء من مخاطر انتقال العدوى. ورفضت المؤسسة الحقوقية المستقلة، أي دعوة إلى إغلاق المخيمات، أو أي تجمعات سكنية أخرى نهائيا أمام السكان، لأن من شأن ذلك أن يطيح بجملة واسعة من حقوق السكان المقيمين في تلك التجمعات السكنية، ولا يحقق الغاية المرجوة من هذا الإغلاق حسب البيان. كما قال بيان المؤسسة إن من شأن دعوات كهذه أن تشير بصورة مغلوطة إلى أن المخيمات الفلسطينية هي سبب انتشار كورونا، علما أنه لم تسجل حتى الآن (وقتذاك) أي حالة إصابة بوباء كورونا، لأي لاجئ فلسطيني سواء في المخيمات أم خارجها. واستنكرت قوى لبنانية تصريحات جعجع الذي وصفته بالعنصري وغير الإنساني. ومن جانبه، عبّر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا حينها، عن أسفه من قيام صحيفة «الجمهوريّة» اللبنانية، بنشر «كاريكاتير» يسيء إلى الفلسطينيين. واعتبر في بيان أصدره، أنّ نشر هذا الكاريكاتير «يتناقض مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية»، مطالباً الصحيفة اللبنانية بـ”الاعتذار”، ومتمنياً “عدم تكرار هذه الأخطاء”. وأضاف: “أن تتمّ مقارنة الفلسطيني مع وباء كورونا، هو جريمة بحق القيم الإنسانية والأخلاقية والحضارية النبيلة، ونحن كفلسطينيين ومن قلب مدينة القدس، وفي هذا الأسبوع العظيم المقدس، نعرب مسيحيين ومسلمين عن رفضنا واستنكارنا وشجبنا لهذا الكاريكاتير الذي يسيء ليس فقط للشعب الفلسطيني، بل لكل إنسان عنده قيم وأخلاق ومبادئ سامية”. واعتبر في بيانه أنّ “وباء كورونا وحّد العالم بأسره، وكما توحّدنا في معاناتنا ومواجهتنا للفيروس، يجب أن نتوحد في دفاعنا عن حقوق الإنسان والعدالة والحرية والكرامة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني”.
وكي لا يتشخصن الموضوع، فإن جعجع لا يُمثّل شخصه فحسب، وإنّما يعبّر عن تيّار لبناني ظهر أواسط عقد ثلاثينيات القرن العشرين الماضي وتبلور تنظيمياً مع تأسيس حزب الكتائب اللبناني على يد الشيخ بيار الجميّل عام 1936، مستلهماً بل مستنسخاً ذات أفكار الحزب النازي الألماني الهتلري اليمينية المتطرّفة والحزب الوطني الديمقراطي المسيحي الفرنسي، ومسقطاً إيّاها على الواقع اللبناني المغاير، من خلال شعارات: القومية اللبنانية، الهوية الفينيقية، الديمقراطية المسيحية، اللامركزية الإدارية، معاداة القومية العربية، معاداة الشيوعية. وككل الأحزاب النخبوية اليمينية المتطرفة غلّف شعاراته وأهدافه الحقيقية خلف يافطات شبابية وطلابيّة وعمالية برّاقة، حتى يشتد عوده فيظهر على حقيقته، حيث ركّز على النشاط الطلّابي الجامعي والشبابي، وأحجم عن خوض المعترك السياسي.. إلى أن حصلت أزمة يوليو/تموز 1958 مهددة لبنان بحرب أهلية بين المسيحيين المارونيين والمسلمين، والتي بدأت بعد العدوان الثلاثي الإسرائيلي ـ البريطاني ـ الفرنسي على مصر عبد الناصر، ورفض الرئيس اللبناني الماروني الموالي للغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع دول العدوان وإعلانه التقرّب من حلف بغداد والذي سقط بسقوط النظام الملكي في العراق، ثم معارضته لوحدة مصر وسوريا، وهو ما خلق تعارض مع مواقف رئيس الحكومة رشيد كرامي والزعيم الدرزي كمال جنبلاط وإبراهيم قليلات (المرابطون)، وتفاقم الخلاف وأفضي لمواجهات مسلحة أودت بسقوط حوالي ألفيْ قتيل في جبل لبنان، وبرز تحالف الكتائب مع كميل شمعون الذي استنجد بالولايات المتحدة التي أمر رئيسها آيزنهاور قوات المارينز بالتدخل فيما عُرف بعملية “الخُفّاش الأزرق” التي استمرت لغاية استقالة الرئيس شمعون وتولي قائد الجيش المسيحي المعتدل فؤاد شهاب بدلاً منه وطلبه انسحاب الجيش الأمريكي يوم 25/10/1958. وهو ما بلور الحركة الوطنية اللبنانية والقوى الانعزالية اللبنانية التي أصبحت جزءاً من الحرب الباردة الغربية. ثم تشكّل عام 1968 الحلف الثلاثي بين الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار الشمعوني والكتلة الوطنية وحصد 9 مقاعد نيابية في انتخابات ذلك العام. وكان حزب الكتائب العمود الفقري لما سُمّي “القوات اللبنانية” إبان الحرب الأهلية اللبنانية (75 ـ1977) والتي أطلقت ميليشيا الكتائب شرارتها يوم 13/4/1975 بارتكابها مجزرة ما يُسمّى “بوسطة عين الرّمانة”، ودار إثرها قتال الشوارع بين هذه الميليشيا وحلفائها أمثال ميليشيا نمور الأحرار الشمعونية وفصائل الحركة الوطنية اللبنانية والفلسطينية. وفي 16/9/1982 قاد “إيلي حبيقة” أحد قائديْ الكتائب بجانب بشير الجميّل على ارتكاب مذبحة مخيّميْ صبرا وشاتيلا المطوّقان بقوات الاحتلال الإسرائيلي وبتسهيل وتخطيط مسبق من المجرم شارون، والتي ذبح خلالها حوالي 3500 مدني فلسطيني ولبناني، حيث تعرض العديد من الضحايا للتعذيب قبل قتلهم، وتم اغتصاب النساء وجلد بعض الضحايا أحياء، وكان البعض الآخر مقطوع الأطراف بالفؤوس. وبعد مقتل قائده وقائد القوات اللبنانية بشير الجميّل عام 1982، ووفاة مؤسسه الشيخ بيار سنة 1984، وحدوث عدة انقسامات داخله وانسحاب بعض قياداته تقلّص دور حزب الكتائب، حيث حصل على 3 مقاعد في المجلس النيابي في انتخابات 2018. فيما صعد نجم سمير جعجع قائد القوات اللبنانية كوريث شرعي أصيل له.
تعود الاتصالات الأولى بين الكتائب وإسرائيل إلى 1951، فقد طلبت قيادة الحزب مساعدة ماليّة تحضيرًا للانتخابات النيابية، حيث قدّم وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك “موشيه شاريت” له حوالي 3000 دولاراً أمريكيّاً، على الرغم من تشكيكه بحظوظهم بالفوز في الانتخابات، وتواصلت العلاقة تارة تحت الطاولة، وأخرى فوقها، وصولاً إلى احتلال بيروت الشرقية 1982، واستقبال شارون ورئيس أركانه “رافائيل إيتان” استقبال الفاتحين، حيث أمرهم الأخير بعدم الانخراط في القتال، وعامها قدّر التحقيق القضائي الإسرائيلي حول مذبحة صبرا وشاتيلا بأن لدى الكتائب 5000 مقاتل منهم 2000 متفرّغ. وفي السياق ذاته رفع زعيم الكتائب سامي الجميّل شعار “ما منساوم”، وأعلن “واجهنا وحدنا ككتائب الاستسلام لإرادة حزب الله، وعزلنا لبنان عن محيطه..”. وهي ذات منطلقات حزب الكتائب والانعزاليين وكثير من نخب وسياسيي موارنة لبنان من الذين يجهلون التاريخ والجغرافيا ومصابون بمرض تاريخي مزمن عنوانه البحث عن “الهوية” بعيداً عن لبنان وعروبيته ومشرقيّته وتعايشه السلمي وتنوّعه الإثني والطائفي والمجتمعي، ولهذا يلتقون في هذه العناوين مع الإسرائيلي في البحث عن السراب فيما يُعرف بأزمة “الهوية” في “الكيان” والإجابة التي لا تزال تنتظر الإجابة على تعريف “مَن هو اليهودي؟”، وهو ما يحتاج إلى دراسات وأبحاث مسهبة ومعمّقة وموضوعية لا مجال لها هنا.