صحّة

الحمى المالطية (داء البروسيلّات)

تؤدي الحروب إلى تفشي الأمراض مثل البروسيلات التي تنتقل بسهولة في بيئات ضعيفة صحياً. ويمكن أن يصيب داء البروسيلّات مئات الآلاف من البشر والحيوانات في جميع أنحاء العالم. تسدي منظمة الصحة العالمية المشورة التقنية إلى الدول الأعضاء من خلال تزويدها بالمعايير والمعلومات والإرشادات المتعلقة بالتدبير العلاجي لحالات الإصابة بالداء، سواء بين صفوف البشر أم في قطعان الحيوانات. وتعمل المنظمة على دعم عملية تنسيق المعلومات وتبادلها بين قطاعي الصحة العمومية وصحة الحيوان. وتتعاون المنظمة مع كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج حوض البحر المتوسط لمكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ في تزويد البلدان بالدعم في مجال الوقاية من الداء وتدبير حالاته علاجياً بواسطة النظام العالمي للإنذار المبكر بالأمراض الحيوانية الرئيسية”.

من بين الأمراض التي ساعدت الحرب بانتشارها وظهورها هو داء البروسيلّات أو ما هو معروف باسم “الحمّى المالطية”، والذي يعتبر عدوى بكتيرية تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان. في أغلب الحالات، يُصاب الأشخاص عن طريق تناول مشتقات الحليب الخام أو غير المُبستَرة. وفي بعض الأحيان، قد تنتقل البكتيريا المتسببة في الإصابة بداء البروسيلات عن طريق الهواء أو التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة.

وتتضمَّن مؤشرات داء البروسيلات وأعراضه: الحمى، ألم المفاصل، والإرهاق. ويمكن علاج هذه العدوى عادةً بالمضادات الحيوية. إلا أن العلاج يستغرق مدة تتراوح ما بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر، وقد يتجدد حدوث العدوى. ويمكن أن يصيب داء البروسيلات مئات الآلاف من البشر والحيوانات في جميع أنحاء العالم، وقد يساعد تجنب تناوُل مشتقات الحليب الخام، واتخاذ الإجراءات الوقائية عند التعامُل مع الحيوانات، أو العمل في أحد المختبرات، إلى الوقاية من داء البروسيلات.

كيف تساهم الحرب والنزاعات المسلحة في انتشار عدوى البروسيلات؟

التشرد والنزوح: الحروب تؤدي إلى تشريد ملايين الأشخاص، مما يزيد من كثافة السكان في المخيمات، أو المناطق التي تفتقر إلى خدمات صحية كافية، وهو ما يؤدي إلى تزايد فرص انتقال العدوى بين الناس.

الظروف الصحية المتدهورة: الحروب تؤدي إلى تدمير البنية التحتية الصحية، مثل المستشفيات والمراكز الصحية، مما يصعب تشخيص وعلاج الأمراض المعدية. كما أن نقص المياه النظيفة والصرف الصحي يزيد من فرص انتشار الأمراض.

الاحتكاك بالحيوانات المصابة: خلال الحروب، قد يواجه المدنيون والجنود معاً صعوبة في التعامل مع الحيوانات، خاصة في المناطق الريفية. بروسيلات تنتقل عادة عبر الحيوانات المصابة، مثل الأبقار، الأغنام، والماعز، ويمكن أن تنتقل إلى البشر من خلال التعامل مع الحيوانات أو منتجاتها (مثل الحليب أو اللحوم).

الصعوبات في مكافحة الأمراض: في حالة الحروب، قد لا تتوفر اللقاحات أو العلاجات بشكل كافٍ، مما يزيد من فرص انتشار البروسيلات بين السكان.

الخراب البيئي: الحروب تتسبب في تدمير الأراضي الزراعية ومصادر المياه، مما قد يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية من خلال سوء التغذية أو التلوث البيئي.

وبسبب هذه العوامل، يمكن أن تؤدي الحروب إلى تفشي الأمراض مثل البروسيلات التي تنتقل بسهولة في بيئات ضعيفة صحياً.

ومن أسباب انتشار المرض أيضاً عوامل أخرى:

تناوُل مشتقات الحليب الخام: يمكن أن تنتقل بكتيريا البرُوسِيلَّات الموجودة في حليب الحيوانات المصابة إلى البشر في اللبن غير المبستر، والآيس كريم، والزبد، والجبن. كما يمكن أيضًا أن تنتقل البكتيريا في لحوم الحيوانات المصابة النيئة أو غير المطهوَّة جيدًا.

استنشاق الهواء الملوَّث: تنتشر بكتيريا البرُوسِيلَّات بسهولة في الهواء. قد يستنشق المزارعون والصيادون وفنيو المختبرات وعمال المسالخ البكتيريا.

لمس دم وسوائل جسم الحيوانات المصابة: يمكن أن تدخل البكتيريا الموجودة في دم الحيوان المصاب أو سائله المنوي أو مشيمته إلى مجرى الدم من خلال قطع أو جُرح آخر. لأن الاتصال العادي بالحيوانات — اللمس أو التنظيف بالفرشاة أو اللعب — لا يسبب العدوى، فنادراً ما يُصاب الناس بداء البرُوسِيلَّات من حيواناتهم الأليفة. ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي تجنُّب التعامل مع الكلاب المعروفة بأنها مصابة بالمرض.

الوقاية من الداء ومكافحته

تستند الوقاية من داء البروسيلات إلى ترصّد عوامل خطر الإصابة به والوقاية منه، وتتمثل أكثر استراتيجيات الوقاية منه فعالية في التخلص من عدواه في قطعان الحيوانات. حيث يوصى بتطعيم قطعان الماشية والماعز والأغنام في المناطق الموبوئة بالداء بمعدلات انتشار عالية، ويمكن أيضاً أن تكون الاختبارات المصليّة، أو غيرها من الاختبارات، وعمليات ذبح الحيوانات، فعّالة في المناطق التي تتدنى فيها معدلات انتشار الداء. أمّا في البلدان التي يتعذر فيها استئصال الداء من قطعان الحيوانات بواسطة تطعيمها، أو التخلص من المصابة منها بعدواه، فإن الوقاية من عدواه بين البشر ترتكز أساساً إلى: إذكاء الوعي بخطره، واتخاذ تدابير بشأن أمن الأغذية، والنظافة الصحية المهنية، ومأمونية العمل في المختبرات.

ومن الخطوات الضرورية للوقاية من انتقال الداء من الحيوان إلى الإنسان بسترة الحليب لغرض استهلاكه مباشرة وإعداد مشتقاته مثل الأجبان، ويمكن أن تؤدي حملات التثقيف بشأن تجنب تناول منتجات الحليب غير المبستر دوراً فعالاً في هذا المضمار، فضلاً عن سياسات بيعها.

ومن استراتيجيات الوقاية الضرورية في سياق مزاولة العمل الزراعي وتجهيز اللحوم وضع الحواجز والتعامل مع الحيوانات بطريقة صحيحة والتخلص من مخلفاتها عقب حالات الولادة ومن جثثها وأعضائها الداخلية.

عوامل الخطورة

بينما داء البروسيلات نادر الحدوث في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إنه شائع في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة:

  • أوروبا الجنوبية، بما في ذلك البرتغال، وإسبانيا، وتركيا، وإيطاليا، واليونان، وجنوب فرنسا
  • أوروبا الشرقية
  • المكسيك، وأمريكا الجنوبيية والوسطى
  • آسيا
  • إفريقيا
  • منطقة الكاريبي
  • الشرق الأوسط

المهن المعرضة لدرجة أعلى من الخطورة

يكون الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات أو الذين يلامِسون الدم المصاب أكثرَ عرضةً للإصابة بداء البروسيلات. من أمثلتهم:

  • الأطباء البيطريون
  • مزارعو الألبان
  • مُربُّو الماشية
  • عمَّال المَسالِخ
  • الصيَّادون
  • اختصاصيو المكروبيولوجيا

استجابة منظومات الأمم المتحدة

تسدي منظمة الصحة العالمية المشورة التقنية إلى الدول الأعضاء من خلال تزويدها بالمعايير والمعلومات والإرشادات المتعلقة بالتدبير العلاجي لحالات الإصابة بالداء، سواء بين صفوف البشر أم في قطعان الحيوانات. وتعمل المنظمة على دعم عملية تنسيق المعلومات وتبادلها بين قطاعي الصحة العمومية وصحة الحيوان. وتتعاون المنظمة مع كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج حوض البحر المتوسط لمكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ في تزويد البلدان بالدعم في مجال الوقاية من الداء وتدبير حالاته علاجياً بواسطة النظام العالمي للإنذار المبكر بالأمراض الحيوانية الرئيسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى