صحّة

تهديدات بجائحة جديدة وعلاجات للزهايمر والسمنة المفرطة. أبرز 10 أحداث صحية في عام 2024

خنازير معدلة وراثياً، صممها العلماء كي تكون متوافقة مع جسم الإنسان، ما يقلل من إحتمالية رفض الجسم لأعضائها المزروعة. تعتبر الحرارة النوع الأكثر فتكا من الأحوال الجوية المتطرفة، ويساهم التغير المناخي بجعل موجات الحر أطول وأكثر شدّة، وتجعل الحرارة المحيطات أكثر دفئاً، ما يؤدي إلى أعاصير فائقة القوة. زراعة أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب في أدمغة الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم الحركية لمساعدتهم على الإستمرار في أداء المهام اليومية. ارتفاع مستوى المواد البلاستيكية الدقيقة في أدمغة البشر. الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان بالوقت الراهن.. في طعامنا، في ملابسنا، وحتى في الهواء الذي نتنفسه. النظام الغذائي يلعب دورا رئيسيا في صحتنا. انتشار مقلق لإنفلونزا الطيور عبر قطعان إنتاج الألبان في جميع أنحاء الوليات المتحدة”.

من جائحة محتملة أخرى، إلى تهديدات صحيّة تتسلّل إلى حياتنا اليومية، قدّم لنا عام 2024 بعض المؤشرات التحذيرية. لكنّنا شهدنا خلاله أيضاً قصصاً مليئة بلحظات من الإلهام والابتكار التي تحقّقت بشقّ النفس، تُذكّرنا بالسعي الدؤوب لتحقيق الاكتشاف الطبي التالي.

كبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، يقدّم أبرز 10 قصص صحية خلال عام 2024.

مع وجود أكثر من 100 ألف شخص على قائمة الإنتظار الخاصة بعمليات زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، هناك حاجة واضحة لإيجاد حل، وقد يكون هذا هو الحل: “جيناتها معدلة بالكامل. كل هذه الخنازير الصغيرة يمكنها أن تحمل 69 تعديلا على جينومها”. خنازير معدلة وراثياً، صممها العلماء كي تكون متوافقة مع جسم الإنسان، ما يقلل من إحتمالية رفض الجسم لأعضائها المزروعة. بدأ العلماء بإحراز تقدم في إختبار هذا النوع من زراعة الأعضاء، يعرف باسم زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية.

يقومون بذلك مع المرضى الذين ليس لديهم أي بدائل أخرى، فقد بات لإرتفاع درجات الحرارة المستمرة حول العالم تأثير واضح على صحتنا، حيث تختبر حدود قدرة الإنسان على التحمل والبقاء. هذا العام أثناء التنزه أو حضور الحفلات الموسيقية، أو حتى أثناء التواجد في المنازل، توفي أشخاص بسبب الحرارة. في الواقع تعتبر الحرارة النوع الأكثر فتكا من الأحوال الجوية المتطرفة، ويساهم التغير المناخي بجعل موجات الحر أطول وأكثر شدّة، وتجعل الحرارة المحيطات أكثر دفئاً، ما يؤدي إلى أعاصير فائقة القوة، مثل تلك التي شهدناها هذا العام، والتي تحمل بدورها عواقب صحية خاصة بها.

تخيل أنك تستطيع استخدام الكومبيوتر، بواسطة دماغك فقط. هذه مجرد بداية لما تأمل تقنية “واجهة الدماغ والحاسوب” (BCI) المدمجة مع الذكاء الإصطناعي، أن تحققه الآن. بدأت شركات مثل Synchron، وشركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك، بزراعة أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب في أدمغة الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم الحركية لمساعدتهم على الإستمرار في أداء المهام اليومية.

التقيت في وقت سابق من هذا العام بمارك، مريض يعاني من التصلب الجانبي الضموري (ALS) وقد فقد جزءا كبيرا من قدرته على استخدام ذراعيه، حين شاهدت بنفسي كيف ساعده جهاز “ستنترود” التابع ل Synchron، على بعث رسائل عبر الكومبيوتر الخاص به، بل وحتى لعب كرة الطاولة. ويأمل أن تساعده هذه التقنية والمرضى الآخرين الذين يعانون من الشلل، في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الإستقلالية.

“كنت في 43 من عمري عندما تم تشخيصي.” عدد متزايد من البالغين الشباب، مثل تيموثي ميتشل، يتم تشخيصهم بالسرطان. “السرطان الذين كان عادة يصيب الأشخاص الذين تخطوا عامهم الـ65، أصبح الآن أكثر انتشارا بين من هم دون سن الـ 55 عاما.” رغم أن هذه الإتجاهات كانت مرتقبة من أكثر من عقد من الزمن، إلا أن الخبراء لا يزالون غير متأكدين من سبب حدوث ذلك. لكن تم تسيط الضوء على أهمية إجراء الفحوص الوقائية الموصى بها، والإنتباه إلى أي أعراض غير معتادة في الجسم، والبحث عن عوامل قد تسبب هذا الارتفاع.

“دراسة جديدة تكشف عن ارتفاع مستوى المواد البلاستيكية الدقيقة في أدمغة البشر”

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان بالوقت الراهن.. في طعامنا، في ملابسنا، وحتى في الهواء الذي نتنفسه. والآن بدأنا نفهم بشكل أفضل تأثيرها المحتمل على صحتنا. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تحتوي أنسجة الشريان السباتي لديهم على المواد البلاستيكية الدقيقة أو النانوية، كانوا أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو الوفاة لأي سبب خلال السنوات الثلاث التالية، مقارنة بالأشخاص الذين لا توجد لديهم هذه المواد.

إذا كنت أبا او أما فأنا متأكد أنك ستفهم هذا الأمر، “يقول 48%؜ من أولياء الأمور أي قرابة النصف، إن الأجهاد يسيطر عليهم تماما في معظم الأيام.”هذا الصيف، أصدر الجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي تنبيها إعتبر فيه إجهاد الأهالي قضية صحية عامة، مشيرا أننا بحاجة إلى تغيير ثقافي يشمل تدخلات فردية وحكومية. يعمل الأهالي أكثر من أي وقت مضى في حين أن متطلبات رعاية الأطفال ازدادت، ما يجعل العديد من العائلات تشعر بالإرهاق والإحتراق النفسي، وبإنها متأخرة عن الركب دوما. بحسب ما قاله مورثي.

ليس سرا أن النظام الغذائي يلعب دورا رئيسيا في صحتنا. وفي حين نعرف فوائد الأطعمة الصحية، أصبحت أضرار الأطعمة فائقة المعالجة أكثر وضوحا. تشكل الأطعمة فائقة المعالجة نحو 70%؜ من إمدادات الغذاء في بلدنا أمريكا. ووجدت العديد من الدراسات أن تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وكذلك من تطور حالات مزمنة مثل السرطان، وامراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني والاكتئاب، ويؤدي حتى إلى تقصير العمر المتوقع على الأرجح. يحاول الباحثون معرفة ما إذا كانت جميع مكونات الأطعمة فائقة المعالجة متساوية.

انتشار مقلق لإنفلونزا الطيور عبر قطعان إنتاج الألبان في جميع أنحاء الوليات المتحدة يضع العلماء في حالة ترقب. “عندما نفكر في فيروس قد ينتقل من الحيوانات إلى البشر وقد يتسبب في الجائحة التالية يجعل الجميع في حالة تأهب.” في حين أكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الخطر على الصحة العامة لا يزال منخفضا، إلا أنه تم تسجيل حالات إصابة بإنفلونزا الطيور بين البشر”. “أكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أول حالة شديدة من فيروس أنفلونزا الطيور (H5N1) لدى شخص داخل أمريكا.” معظم الحالات البشرية كانت بين أشخاص تعرضوا لحيوانات مريضة، لكن هذا لم يخفف المخاوف من احتمالية انتقال الفيروس من إنسان لآخر.

قد يكون هناك أمل أكبر من أي وقت مضى لمرضى الزهايمر. إذ وجدت دراسة جديدة للدكتور دين أورنيش، أن بعض المرضى الذين خضعوا لتدخلات نمط حياة، مثل اتباع نظام غذائي نباتي، وممارسة التمارين اليومية وتقنيات تقليل التوتر، شهدوا تحسنا في الإدراك وحتى علامات على انعكاس المرض. أتيحت لي الفرصة لرؤية ذلك بنفسي أثناء مقابلة المرضى في جميع أنحاء البلاد. “هذا أفضل ما يمكنني فعله للبقاء على قيد الحياة، وأريد أن أعيش مع زوجتي لأطول فترة ممكنة”. شهدنا أيضا بوادر واعية في العلاجات الدوائية التي حصلت على الموافقة حديثا، حيث أظهرت علاجات الأجسام المضادة أحادية النسلية، مثل عقار “دونانيماب”، قدرتها على إبطاء تقدم المرض. على مدى عقود كان التقدم في علاج هذا المرض بطيئا ومحدودا، لكن هذه الخيارات الآن تمنح المرضى أملاً جديداً.

هذا العام، سافرنا حول العالم للتحقيق في أثر أدوية إنقاص الوزن ( GLP-1). مع استمرار شعبيتها من دون أي مؤشرات على التراجع، قدمت لنا هذه الأدوية فهما جديدا لمرض السمنة المفرطة.  “ساعدني الدواء بألا أفكر بشكل مفرط في الطعام، توقفت عن الشعور بالشهية الشديدة.” نعتبر الآن السمنة مرضا مرتبطا بالدماغ.. اكتشاف أزال الشعور بالذنب الذي يرتبط بهذا المرض، وساعدنا على فهم أفضل لكيفية علاجه.

“من المؤكد أن هناك أشخاصا قالوا مرارا وتكرارا إن السمنة المفرطة ليست مرضا. كل ما عليك فعله هو تناول طعام أفضل وممارسة الرياضة أكثر وستكون بخير، في حين أن هذه الأدوية قد لا تناسب الجميع، فقد رأينا كيف يمكن أن تغير حياة الناس جسديا وعاطفيا. لكننا بدأنا باكتشاف إمكانياتها للتو. وجدت دراسات أن هذه الأدوية مرتبطة بفوائد للقلب وللأوعية الدموية، وتقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، وتقليل الرغبات التي تتجاوز الطعام، مثل النيكوتين والكحول. وأنا متأكد أننا سنواصل التعلم واكتشاف المزيد في عام 2025.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى