حامض حلو

طوفانان بشريّان في غزة وجنوب لبنان “نحن” وَ “إيّاكمْ” وَ “الزمن طويل”!

فضل المهلوس

“صاحب الأرض عصي على الانهزام أو الانكسار رغم تكالب الغرب الاستعماري بأحدث ترسانه التدميرية. سقط مشروع “الكيان” الطاريء إلى غير رجعة، ودخل مرحلة الاحتضار، وعلّة الموت ليس لها دواء، ولن يكون لها دواء طال الزمن أم قَصُر. أن يعترف ترامب بأن ما حصل في غزة ولبنان وأوكرانيا “إنها حربهم”، فهذه لحظة اعتراف بالحقائق يُفترض أن يكون لها ما بعدها.. لكن أن يعود لسيرته الأولى “صفقة القرن” بعد كل ما حدث من متغيّرات ومستجدات عالمية يبدو أنه لم يدركها بعد. مَن أعطى ترامب حقّ الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني الممتدة منذ أكثر من قرن بفعل الغرب الاستعماري الذي يترأسه حالياً، ومَن أقنعه أن الفلسطيني المتشبّث بأرضه، وقدّم في سبيلها كلّ غالٍ ونفيس يمكن أن يتخلّى عن تراب وطنه أو يقبل بديلاً عنه. ألم يشاهد ترامب الطوفانان البشريّان في غزة وجنوب لبنان، كيف يتحرّق صاحب الأرض للعودة إلى منزله المدمّر وحقوله المُجرّفة وأشجاره المُقطّعة، غير آبه حتى على حياته من نيران الاحتلال الغادر الذي لا يتجرأ سوى على المدنيين العُزّل. ولكن كيف له أن يستوعب ذلك، وهو الألماني الأصل، والذي أخفى والده ألمانيّته خوفاً من إغضاب جيرانه “اليهود الصهاينة” في زمن صناعة ما يُسمّى (الهولوكست)”.

لم يكد يصحو “الكيان” ومَن يناصره بعد من ذهولهم من مشهدية طوفان غزة المتجدد يوم “سبته” تحديداً، والذي جسّدته بإتقان منقطع النظير مشاهد تسليم الأسيرات أمس، وما حفرته من رسائل بأحرف من نور لا تحتاج ترجمة لسانية أو تفسير هواة التحليل.. حتى جاء صباح اليوم الأحد ليرسم مشهدية طوفان بشري جديد في جنوب لبنان، لمواطنين كانوا يتحرّقون منذ 471 يوماً لمعانقة تراب قراهم وأراضيهم ومنازلهم التي دنّسها الاحتلال، وعاث فيها دماراً وتخريباً للحجر والشجر، بل وتبختر بها معتمداً على أخلاق المقاومة ووفائها بالعهود والاتفاقيات، وهو الذي لم يكن ليجرؤ على أن يطأها من قبل عبر مواجهات الميدان. وبالمقابل لم يجرؤ مستوطنوه بعد على العودة حتى لمجرّد تفقّد منازلهم المُنزرعة شمال فلسطين وفي غلاف غزة.

هذه المشاهد تجدد التأكيد بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل على أن صاحب الأرض عصي على الانهزام أو الانكسار رغم تكالب الغرب الاستعماري بأحدث ترسانه التدميرية، ورغم ما اقترفه من إبادة وجرائم ضد الإنسانية وتدمير ممنهج لا مثيل له في التاريخ الإنساني، غير آبه بما لحق به من وصمة عار لن تُنسى أو تُمحى بالتقادم.. كما تجدد التأكيد على أن اللص الغاصب لا ينتمي ولن ينتمي رغم قوّته وجبروته لهذه الأرض، وهو بات يُدرك في أعماقه هذه الحقيقة، وإن حاول هو ومَن معه إقناع أنفسهم بغير ذلك.. فقد سقط مشروع “الكيان” الطاريء إلى غير رجعة، ودخل مرحلة الاحتضار، وعلّة الموت ليس لها دواء، ولن يكون لها دواء طال الزمن أم قَصُر.

أن يعترف ترامب بأن ما حصل في غزة ولبنان وأوكرانيا “إنها حربهم”، فهذه لحظة اعتراف بالحقائق يُفترض أن يكون لها ما بعدها.. لكن أن يعود لسيرته الأولى “صفقة القرن” بعد كل ما حدث من متغيّرات ومستجدات عالمية يبدو أنه لم يدركها بعد، ويقترح “نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى بعض الدول العربية المجاورة، في إشارة إلى مصر والأردن”، ويتحدث للصحافة “إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، لاسيما أن القطاع مدمر بشكل تام وفي حالة فوضى عارمة”، ويتابع مبرّراً: “القطاع هدم حرفيًا.. لذلك أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية في بناء مساكن في موقع مختلف، حيث يمكنهم ربما العيش في سلام لأول مرة”، وفق ما نقلت وكالة رويترز. وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحاً مؤقتاً أو طويل الأجل، أجاب: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”، مشيراً إلى أنه تحدث أمس السبت إلى الملك الأردني “وطلب منه استقبال المزيد من سكان غزة”. وأنه أوضح له قائلاً: “أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية. لذا أود من الأردن أن يستقبل البعض”، لافتاً إلى أنه يأمل أن تستقبل مصر المزيد من الفلسطينيين أيضاً”، وأنه سيتحدث إلى الرئيس المصري اليوم الأحد بهذا الخصوص. وهو ما التقطه المجرم بن غفير المحجم عن التصريحات منذ استقالته، ليهنيء ترمب على مبادرته بنقل السكان من غزة للأردن ومصر، قائلا: “عندما يطرح رئيس أكبر قوة بالعالم الهجرة الطوعية للفلسطينيين فمن الحكمة أن تشجعها وتنفذها حكومتنا”.

ترى مَن أعطى ترامب حقّ الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني الممتدة منذ أكثر من قرن بفعل الغرب الاستعماري الذي يترأسه حالياً، ومَن أقنعه أن الفلسطيني المتشبّث بأرضه، وقدّم في سبيلها كلّ غالٍ ونفيس يمكن أن يتخلّى عن تراب وطنه، أو يقبل بديلاً عنه، ألم يشاهد ترامب الطوفانان البشريّان في غزة وجنوب لبنان، كيف يتحرّق صاحب الأرض للعودة إلى منزله المدمّر وحقوله المُجرّفة وأشجاره المُقطّعة، غير آبه حتى على حياته من نيران الاحتلال الغادر الذي لا يتجرأ سوى على المدنيين العُزّل. ولكن كيف له أن يستوعب ذلك، وهو الألماني الأصل، والذي أخفى والده ألمانيّته خوفاً من إغضاب جيرانه “اليهود الصهاينة” في زمن صناعة ما يُسمّى “الهولوكست”. ألم يكن بايدن وعصابته أشطر وهم يقودون “حربهم” بحسب تعبيره طيلة 471 يوماً، ولم يدّخروا جهداً في سبيل خططهم في “التهجير” و “التطهير العرقي”، والتي سقطت في الثواني الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى