حامض حلو

ترامب يكشف وجه أمريكا الحقيقي؟!

فضل المهلوس

“لقد جسّد ترامب وجه أمريكا ونُخبها الحاكمة خير تمثيل. أمريكا دولة مارقة لا تكترث لا للعدالة الدولية ولا تقيم وزناً لمنظمة الأمم المتحدة بمختلف مؤسساتها. ولا يعنيها القانون الإنساني الدولي ولا قرارات الشرعية الدولية حتى تلك التي أقرّتها وصادقت عليها، وكذب على ناخبيه بشعار “امريكا أولاً” وأخفى حقيقة “إسرائيل أولاً” وربما أخيراً. كما كذب بكل ما ساقه في شعاراته الإنتخابية الخدّاعة وكالَه من اتهامات لسلفه وعصابته قائدة الإبادة والإجرام حينما إدّعى “إنها حربهم” محاولاً إظهار نفسه كحمامة سلام ورجل إطفاء الحروب، ليكشف حقيقة أن ما جرى هو “حرب أمريكا” لا بايدن وأوباما وطواقمهم المجرمة. من الطبيعي أن يغلّف ترامب كتاجر عقارات وسمسار صفقات مخطط واشنطن لاحتلال غزة ونهب ثرواتها وخصوصاً البحرية منها بقناع الإنسانية والاستثمار في إعادة إعمار ما صنعته آلة التدمير الأمريكية ذاتها. لكن من غير الطبيعي ولا المنطقي أن يقف الأمر عند بيانات وكلمات الرفض والشجب والاستنكار المكررة والممجوجة، في الوقت الذي يُصرّ فيه ترامب على فرض مخططه بالقوة ولا يُقيم وزناً في ذلك لأحد كائناً مَن كان، فالخطر جدّي وداهم ولا ينحصر بجغرافيا وديمغرافيا فلسطين فحسب، وإنما يستهدف كافة الدول العربية والشرق أوسطية التي وصفها بطاولة كبيرة يستحق “الكيان” الصغير التهام ما يريد منها لدواعٍ مختلفة، فهل ترتقي المواقف إلى مستوى هذه التحديات المصيرية، ليس من أجل فلسطين الوطن والشعب فحسب، بل في سبيل صون الذات ودفاعاً عن كينونة الأوطان والهوية قبل الكرامة والحرية والفطرة الإنسانية؟”.  

حسناً فعل ترامب بكشفة السافر عن حقيقة أمريكا بمنتهى الوضوح، مغلقاً الأبواب والنوافذ على كل من يحاول تحسين صورتها أو الترويج لبضاعتها الفاسدة، أو التعمية على حقيقة وجهها الأكثر شناعة في التاريخ الإنساني، ككيان غاصب قام فوق جماجم ملايين السكان الأصليين، ونهض على ملايين الرقيق الذين استعبدهم بالحديد والنار، واغتنى على حساب كافة شعوب الأرض نهباً وقتلاً وإباحية شاملة وتجارة الممنوعات على اختلافها من سلاح ومخدرات وأعضاء بشرية وأجساد نساء وأطفال.. دون وازع قِيَمي وأخلاقي وإنساني وقانوني. بل وغرز نسخة مصغّرة عنه في قلب الوطن العربي والشرق الأوسط. ليُشكّلا معاً وحدة واحدة لا انفصام لها، تقوم على الكذب والخداع وتزييف الحقائق واغتصاب حقوق الآخرين بمَن فيهم مواطنيهم الذين يدّعون تمثيلهم.

نعم لقد جسّد ترامب وجه أمريكا ونُخبها الحاكمة خير تمثيل يستحق عليه الشكر والتقدير، ليعترف بأولوية لقائه للمجرم المطلوب للعدالة الدولية “نتنياهو” بأن أمريكا دولة مارقة لا تكترث لا للعدالة الدولية ولا تقيم وزناً لمنظمة الأمم المتحدة بمختلف مؤسساتها وفي مقدمتها ذات الطابع الإنساني كالأونروا ومجلس حقوق الإنسان، ولا يعنيها القانون الإنساني الدولي ولا قرارات الشرعية الدولية حتى تلك التي أقرّتها وصادقت عليها، وأنه كذب على ناخبيه بشعار “امريكا أولاً” وأخفى حقيقة “إسرائيل أولاً” وربما أخيراً. كما كذب بكل ما ساقه في شعاراته الإنتخابية الخدّاعة وكاله من اتهامات لسلفه وعصابته قائدة الإبادة والإجرام حينما إدّعى “إنها حربهم” محاولاً إظهار نفسه كحمامة سلام ورجل إطفاء الحروب، ليكشف حقيقة أن ما جرى هو “حرب أمريكا” لا بايدن وأوباما وطواقمهم المجرمة، بل وسوّلت له نفسه إبداء طموحه المستحيل بالحصول على جائزة نوبل للسلام.

لم يكن مفاجئاً ما تفوّه به ترامب لكلّ ذي عقل وبصيرة، فقد واصل الرجل ما بدأه بتشجيع الأكثر تطرّفاً ودموية في “الكيان” المجرم، وهو ما عبّر عنه الثلاثي نتنياهو وسموتريتش وحتى المستقيل بن غفير، وحدهم المخدوعين والمراهنين والمتصهينين مَن أصابهم الذهول والحيرة، كونهم قد بالغ في صراحته مغلقاً عليهم ديدنهم في التبرير والترويج والإقناع، ومقلّصاً قدراتهم على الخداع والمراوغة والتضليل.

من الطبيعي أن يغلّف ترامب كتاجر عقارات وسمسار صفقات مخطط واشنطن لاحتلال غزة ونهب ثرواتها وخصوصاً البحرية منها بقناع الإنسانية والاستثمار في إعادة إعمار ما صنعته آلة التدمير الأمريكية ذاتها.. ومن الطبيعي أيضاً أن يرفض الشعب الفلسطيني برمته ونخبه وقياداته وكافة أحرار العالم ذلك، وهم الذين شاهدوا بأم العين الإنسانية الأمريكية في فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا..وما زالت نكبة 48 و67 وغيرهما حاضرة بقوة في الذاكرة الإنسانية الجمعية.

لكن من غير الطبيعي ولا المنطقي أن يقف الأمر عند بيانات وكلمات الرفض والشجب والاستنكار المكررة والممجوجة، في الوقت الذي يصرّفيه ترامب على فرض مخططه بالقوة ولا يُقيم وزناً في ذلك لأحد كائناً مَن كان، فالخطر جدّي وداهم ولا ينحصر بجغرافيا وديمغرافيا فلسطين فحسب، وإمنا يستهدف كافة الدول العربية والشرق أوسطية التي وصفها بطاولة كبيرة يستحق “الكيان” الصغير التهام ما يريد منها لدواعٍ مختلفة، فهل ترتقي المواقف إلى مستوى هذه التحديات المصيرية، ليس من أجل فلسطين الوطن والشعب فحسب، بل في سبيل صون الذات ودفاعاً عن كينونة الأوطان والهوية قبل الكرامة والحرية والفطرة الإنسانية.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى