روسيا

موجز مكثف للقاء الصحفي الأمريكي كارلسون بالرئيس بوتين

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون أثارت ضجة واسعة في الغرب حتى قبل عرضها.

وأعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أن تنزيل تطبيق “X” شهد ارتفاعا غير مسبوق منذ الإعلان عن المقابلة.

ونشر الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، صباح اليوم الجمعة، مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدتها ساعتين و7 دقائق و18 ثانية. نُشر الفيديو على حساب كارلسون في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، وعلى قناته في “يوتيوب”، وكذلك على الموقع الإلكتروني الخاص بالصحفي.

ومنذ نشر كارلسون مقطع فيديو يعلن فيه عن وصوله موسكو لإجراء حوار مع الرئيس بوتين أصبح تاكر كارلسون بلا مبالغة أشهر الإعلاميين في المشهد السياسي الأمريكي والروسي على حد سواء، حيث حقق مقطع الفيديو له على خلفية أبراج الكرملين وكاتدرائية المسيح المخلص وسط العاصمة الروسية موسكو حتى وقت كتابة هذه السطور أكثر من 100 مليون مشاهدة بعد تحقيقه 5.2 مليون خلال ساعة واحدة وقت نشره.

ونُشرت المقابلة مع ترجمة إجابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفيديو إلى اللغة الإنجليزية.

وبات لقاء الرئيس الروسي بالصحفي الأمريكي تاكر كارلسون حديث الساعة في مختلف أرجاء العالم، وقد تناول اللقاء مواضيع جوهرية وحساسة جدا حول مختلف القضايا الخلافية بين موسكو وواشنطن ومواقف الدول الغربية والصين والناتو وكانت أوكرانيا في محور هذا اللقاء الذي نوجز أهم ما جاء فيه:

في بداية اللقاء، طلب الرئيس الروسي من الصحفي الأمريكي أن يسمح له بتقديم “تاريخ صغير”، قائلا: “سأسمح لنفسي – لمدة 30 ثانية أو دقيقة واحدة فقط – بتقديم تاريخ صغير. هل توافق؟”. وافق كارلسون، وبدأ بوتين في سرد العلاقة مع أوكرانيا وتاريخ تشكيل الدولة.

وهنا أبرز ما جاء في المقابلة مع بوتين:

• روسيا طلبت الانضمام إلى الناتو لكن طلبها رفض وواشنطن وعدت بعدم توسع الناتو لكنه توسع خمس مرات

• أوكرانيا دولة مصطنعة لم تكن موجودة قبل عام 1922 وكلمة أوكرانيين تعني سكان الأطراف

• روسيا وأوكرانيا سيتوصلان إلى اتفاق إن عاجلا أو آجلا ويوحد الشعبين روابط اللغة والقربى والدين

ركز الرئيس الروسي على أهم القضايا والإشكالات التي تميز علاقات روسيا بالغرب والولايات المتحدة وخاصة الموضوع الأوكراني حيث أكد تاريخيا أن الاتحاد السوفييتي وبرغبة من ستالين على وجه الخصوص أنشأ جمهورية أوكرانيا التي لم يكن لها وجود قبل عام ألف وتسعمئة واثنين وعشرين، وبالتالي فهي دولة مصطنعة، وأوضح أن معنى كلمة أوكرانيين هو الناس الذين يعيشون في الأطراف أي أطراف روسيا، وأن السلطات الأوكرانية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي واستقلال أوكرانيا بدأت باعتماد الأشخاص الذين تعاونوا مع النازية، وراحوا حتى يمجدون الرموز الأوكرانية التي تعاونت مع هتلر مثل بانديرا، وتناول الأسباب التي دفعت بروسيا للقيام بعمليتها العسكرية الخاصة وذلك نتيجة العمليات العسكرية الأوكرانية ضد سكان دونباس الذين غالبيتهم من الروس ما دفع روسيا لحمايتهم، وأن العملية العسكرية الروسية لم تحقق بعد أهدافها وفي مقدمتها اجتثاث النازية، لكن الرئيس الروسي شدد في غضون ذلك على أن موسكو ترغب في المفاوضات، وأن رئيس الوزراء البريطاني السابق جونسون هو الذي أقنع أوكرانيا بالانسحاب من المفاوضات ومواصلة الحرب، ثم منع زيلينسكي التفاوض مع روسيا بقرار من البرلمان الرادا ، منوها بأن أوكرانيا أساسا لا تملك قرارها وتفعل ما تطلبه واشنطن، وأنها دولة تابعة للولايات المتحدة، ولا تريد إنهاء الحرب. ومع ذلك عبر الرئيس الروسي عن قناعته بأن روسيا وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق عاجلا أو آجلا وأن العلاقات بين الشعبين الروسي والأوكراني تتميز بروابط اللغة والقربى والدين.

وحين سأل كارلسون الرئيس الروسي : من تعتقدون الذي قام بتفجير أنبوب السيل الشمالي أجابه بوضوح: ” أنتم” أي أمريكا، كما تناول الرئيس الروسي في معرض إجاباته عن أسئلة الصحفي الأمريكي كارلسون دور الولايات المتحدة والناتو موضحا أن الأمريكيين تعهدوا بعدم التوسع لكنه توسع خمس مرات، وأن روسيا نفسها اقترحت الانضمام إلى الناتو لكنهم رفضوا لأن روسيا دولة كبيرة وقوية، كما طلبت موسكو من واشنطن مرات عديدة وقف الدعم العسكري لأوكرانيا، وتنفيذ اتفاق مينسك لكن الأمريكان رفضوا دائما مؤكدا أن الحرب ستنتهي خلال أسابيع في حال تم وقف إمداد أوكرانيا بالسلاح، وأوضح أن تهديدات الولايات المتحدة للقرم خطأ سياسي فادح، وأشار الرئيس بوتن إلى أن ألمانيا وفرنسا وبولندا كانت ضامنة لتنفيذ الاتفاق بين المعارضة ويانكوفيتش لكن هذه الدول تنكرت لذلك، وأن مباحثات السلام خطت خطوات جيدة مع الغرب ما دفع موسكو لسحب قواتها من مشارف كييف عندها انقلب الغرب على الاتفاقيات. كما أوضح بوتن أن الغرب يخشى عمليا من الصين القوية أكثر من خشيته من روسيا القوية التي تطور علاقاتها بشكل خلاق وإيجابي مع الصين مشددا على ان روسيا رغم العقوبات والمعيقات أصبحت الاقتصاد الأول في أوروبا عام 2023 ،وأن روسيا كانت تتعامل مع شركائها بالدولار بنسبة 51% لكنها خفضته الآن إلى 13% في حين ارتفعت نسبة استخدام اليوان إلى 34% وأن روسيا والصين تمكنتا من تجاوز 230 مليار دولار في حجم التبادل التجاري بين البلدين، وأن العالم يتغير بغض النظر عن الحرب في أوكرانيا، ولا حاجة لواشنطن إلى للقتال ضد روسيا في أوكرانيا والأفضل أن تتوصل إلى اتفاق مع موسكو، وأن والولايات المتحدة هي التي تتدهور وتخسر مكانتها معترفا في غضون ذلك بأن الولايات المتحدة تسيطر على وسائل الإعلام في العالم ومن الصعوبة بمكان الانتصار عليها في الحرب الدعائية.، وأن القانون الدولي يحتاج إلى تعديلات لأن موازين القوى في العالم تتغير.

وقال بوتين خلال المقابلة إن “الغرب بدأ يدرك استحالة هزيمة روسيا الاستراتيجية، فليفكر فيما يجب فعله بعد ذلك، نحن مستعدون للحوار”. وأضاف: “الناتو قادر على الاعتراف بشكل كاف بسيطرة روسيا على مناطق جديدة، وهناك خيارات إذا كانت هناك رغبة”.

ولفت إلى أن “أوكرانيا قررت رفض المفاوضات مع روسيا بناء على تعليمات من واشنطن، والآن على الولايات المتحدة تصحيح هذا الخطأ”.

كما أكد الرئيس الروسي أن ظهور عالم “متعدد الأقطاب” والمزيد من التعاون والمسؤولية المشتركة أمر لا مفر منه، مشيرا إلى أن النخب الأمريكية ردت بعدوانية بـ “القوة والعقوبات والضغط والقصف واستخدام القوات المسلحة”.

وأضاف أن مثل هذه الأفعال تظهر كـ”تعجرف” للشخص العادي، لافتا إلى أن هذه النخب الأمريكية يجب أن تدرك أن العالم يتغير، ويجب اتخاذ القرارات الصحيحة بالطريقة الصحيحة في الوقت المناسب لحماية موقف الولايات المتحدة في العالم.

وتابع بوتين أن الأفعال العدوانية الخالصة ضد روسيا وغيرها من الدول “تؤدي إلى النتيجة المعاكسة”.

وكان كارلسون، مقدم البرامج السابق على قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قد لفت في وقت سابق، الانتباه إلى أن الحاجة إلى الحوار كانت ناتجة عن جهل تام لسكان الولايات المتحدة بما يحدث في روسيا وأوكرانيا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى