قراءات حول التحركات الإسرائيلية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان
كل القراءات والتحركات الاسرائيلية تقود إلى أن إسرائيل تحضر لعمل كبير ضد لبنان متمثلا بحزب الله، والتحذير البريطاني للحكومة اللبنانية مطلع الشهر الحالي حول هجوم إسرائيلي وشيك على لبنان ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، ولكن يقدر المختصون أن الشروع بأي هجوم لن يتم إلا بعد تأمين ما يلي:
1- توقيع اتفاقية وقف القتال مع حركة حماس طبقاً لمبادرة بايدن.
2- إذا كان لديهم نية الهجوم على لبنان فسوف يميلون الى المرونة في مفاوضات الدوحة الحالية.
3- تحييد إيران وضمان عدم تدخلها بالضغط والتهديد الغربي.
4- حصر القتال في جبهة واحدة لتوجيه كل القدرات وحصرها بهذا الهدف خاصة وأنهم منهكون من حرب غزة.
5- في أي مواجهة قادمة سيركز الاسرائيليون أولاً على استخدام النيران والقصف المدمر لكل القدرات قبل المواجهة البرية أي ما يعرف بالأرض المحروقة، لكي تكون المواجهة البرية مع خصم منهك ومفكك.
6- استخدام النيران المكثفة والاعتماد الرئيسي عليها هو لتقليل الخسائر البشرية في صفوف قواته لكي لا تتكرر مواجهة 2006 في جنوب لبنان وكدرس مستفاد بمواجهة الليطاني، في حزيران 82 استخدموا اسلوب النيران اولاً وحققوا نتائج ايجابية لهم ضد القوات السورية وضد فصائل المقاومة.
7- يقدر المختصون أنهم سيلجؤون لذات الاسلوب رغم انه مكلف ماديا ولكن مقابل ألا يكون هناك خسائر بشرية لان البشر عندهم أندر عناصر القوة.
8- صحيح أن لدى حزب الله بالمقابل قوة نارية جهنمية رادعة، يحسب لها ألف حساب، وهنا لا نستبعد ان تُواجه من قِبل القوة النارية وآلة القصف والتدمير الامريكية ومن اصدقاء إسرائيل في الناتو.
فإن على من يرسم تقدير الموقف في المقاومة ان يأخذ هذا العامل في تقديراته، لاسيما وقد رأينا وشهدنا مثل هذا التدخل يوم 14 نيسان، في مواجهة الضربة الايرانية الجوية على إسرائيل في عملية الوعد الحق.
لا نستبعد ان يتكرر مثل هذا المشهد في لبنان ولأن اميركا وبريطانيا خاصة، تعهدوا بحماية أمن إسرائيل ليس بالإسناد اللوجستي فقط بل حتى بالتدخل العسكري المباشر إذا تطلب الامر.
إن الانقسام الحاد في المستويات الامنية والسياسية تحديداً في سياسة نتنياهو بإطالة أمد الحرب ليبقى أطول فترة ممكنة بالحكم، وعلى من تقع مسؤوليات الفشل الاستخباري والعسكري في السابع من أكتوبر وفي إدارة الحرب في غزة والتي لم تحقق أهداف الحرب المعلنة إطلاقاً.
هناك دوافع سياسية وشخصية مصلحية لأسباب الانقسام، ايضاً التمزق المجتمعي الداخلي آخذ بالتصاعد ومستمر وسببه الرئيسي نتنياهو وبطانته المتطرفة ووقفوهم بالكارثة على إسرائيل.
لكن الثلاثي نتنياهو وغالانت وهرتسي هليفي يميلون إلى مهاجمة جنوب لبنان ولا يلتفتون إلى تحذيرات أهل الخبرة مثل الجنرال المتقاعد إسحق بريك والوزير السابق حاييم رامون والذين يقدرون إن هذا الخيار مكلف سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
إن قوة حزب الله اكبر من قوة حماس أضعافا كثيرة ولم يتمكن الجيش بعد مرور 8 أشهر على تحقيق أهدافه، فلن يكون الحال مع مواجهة حزب الله أفضل في ظل جيش متعب منهك ومستنزف، وغير بعيد ان تجر هذه المواجهة المحتملة إلى حرب إقليمية تنهمر فيها النيران على الداخل الإسرائيلي من كل مكان.
إن هذا الثلاثي جر ويجر إسرائيل نحو الكارثة والجحيم، هم ينتقلون من فشل الى فشل محتمل وفقا لتقديراتهم الخاطئة وتحت ضغط المتطرفين والاعلام المحرض مثل القناة 14 الاسرائيلية، وهم ايضا على خلاف مع شركائهم الامريكان على هذا النهج كما ايضا يخالفهم اعضاء في مجلس الحرب ورغم النصائح فهؤلاء ماضون في غيهم ولايسمعون إلا أنفسهم وزمرتهم.