
• وحدات عسكرية روسية، ومن رابطة الدول المستقلة، وحتى من الدول الصديقة تشارك في الاستعراض العسكري
حلت الذكرى الثمانين للانتصار على النازية والفاشية وقد احتفلت روسيا بهذه المناسبة بنشاطات واسعة اجتماعية وثقافية وفنية في مختلف المدن الروسية، وحتى في معظم دول العالم سواء في احتفالات دبلوماسية فنية وثقافية أو شعبية عبر مسيرات الفوج الخالد حيث يسير الناس الذين فقدوا أجدادهم وآباءهم وأزواجهن أو زوجاتهم وأقاربهم عموما حاملين صورهم تأكيدا على أن النسيان لم يطوهم، ولهذا تسمى المسيرة فوج الخالدين… ثم توجت هذه الاحتفالات باستعراض عسكري مهيب في الساحة الحمراء في العاصمة موسكو.
ورغم امتناع معظم قادة الدول الأوربية عن حضور احتفال روسيا بيوم النصر على النازية، فإن تسعا وعشرين رئيسا من مختلف دول العالم قد لبى دعوة الرئيس بوتين بمن فيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، وجميع رؤساء رابطة الدول المستقلة، والرئيس الفنزويلي مادورو، ورئيس كوبا دياز كانيل، والبرازيلي لولا دا سيلفا، والرئيس الأثيوبي اتسكيلاس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكثير غيرهم ناهيك عن حضور عدد كبير من وزراء الدفاع من مختلف دول العالم.
ويعود هذا التقليد لعام 1945 حين جرى الاحتفال باستعراض عسكري قاده الماريشال جوكوف آنذاك، ولكن بعد حوالي شهر ونصف من هزيمة ألمانيا الهتلرية حيث كان لا بد من الإعداد والتحضير اللائق للاستعراض، ويذكر أن جوكوف قاد الاستعراض وقدمه لستالين وهو على جواده الأبيض، في حين يقدم قائد الاستعراض ووزير الدفاع الاستعراض اليوم بسيارتي لوميزين حديثة ومتطورة معدة خصيصا لهذه النشاط.
انطلق العرض في العاشرة صباحا بدقات الساعة ثم أعطى قائد العرض أوامره فقدمت القوات المكلفة تحية لكوكبة حملة الأعلام من فرقة حرس الشرف بمرافقة موسيقية لمارش الحرب المقدسة، ثم توجه وزير الدفاع في سيارة لوميزين، وتفقد القوات استعدادا لبدء العرض، ثم قدم تقريره المختصر عن الجاهزية للرئيس الروسي الذي ألقى كلمة توجه فيها إلى الشعب والمحاربين القدماء والضيوف وجميع العسكريين من مختلف صنوف الأسلحة والرتب، وقدم التهنئة بهذا النصر العظيم مؤكدا أن ما يوحد الجميع هو الشعور بالحزن والسعادة والفخر والشكر وتبجيل تلك الأجيال التي ضحت واستطاعت أن تنتصر على النازية، مؤكدا أنه أهم الأعياد بالنسبة للشعب الروسي الذي يرفض تشويه المآثر التي قدمها أبطال الحرب الوطنية العظمى، ويرفض تحريف تلك الأحداث التي شاركت فيها شعوب عديدة، ولن يسمح بتزييف التاريخ حيث تحمَّل الاتحاد السوفييتي تلك الضربة الكبيرة ومآسي الحرب العالمية الثانية، مشيدا بالذين تحملوا حصار لينينغراد، وقيم عاليا كل من ساهم وضحى لتحقيق النصر، ثم أعلن عن دقيقة صمت حدادا تابع بعدها منوها بأن 80% من سكان الكرة الأرضية ساهموا في تلك الحرب للقضاء على التحالف النازي الفاشي، وأشاد بدور الحلفاء، مؤكدا على نقل الاعتزاز بالمآثر والأبطال إلى الأجيال القادمة.
ثم عزفت الفرقة العسكرية الموسيقية النشيد الوطني متزامنا مع إطلاق إحدى وعشرين طلقة تخليدا لذكرى أبطال تلك الحرب.
بدأ العرض باستعراض حرس الشرف، حيث أعلن قائد القوات البرية أوليغ ساليكوف انطلاقه بالسير العسكري من أمام المنصة الرئيسية بكوكبة من حملة الأعلام، ثم فرق تمثل مختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية والفضائية وحرس الحدود والقوزاق وغيرها، ومرت من أمام المنصة كذلك وحدات من جيوش رابطة الدول المستقلة، ووحدات من الدول الصديقة كالصين وفيتنام ومصر ومنغوليا وغيرها إلى جانب كتيبة النساء العسكريات.
إثر ذاك بدأ عرض الآليات حيث مرت في الساحة الحمراء دبابة تي 34 الشهيرة التي خاضت أشرس المعارك ضد القوات الهتلرية وكان لها دور حاسم في تحقيق الانتصار، تلتها أرتال من الدبابات الحديثة ، ومركبات المشاة القتالية المجنزرة المزودة بمدفع من العيار الكبير، ثم قوات الصواريخ وخاصة صواريخ إسكندر أم ذات الدقة العالية، وكتائب الطائرات المسيرة ومعدات الإنزال الجوي، وحتى الصواريخ الاستراتيجية من نوع يارس، وفي ختام الاستعراض مرت فوق العرض الطائرات البهلوانية راسمة في سماء الاستعراض بدخانها الملون العلم الروسي.
واختتم الرئيس الروسي الاحتفال بالنزول إلى قادة الفرق والألوية المشاركة في الاستعراض وصافحهم بود وامتنان.