حداد عام في روسيا وعدد القتلى يرتفع إلى 150 قتيلا ” موسكو ماتريوشكا نيوز – توليفة إخبارية”
• بوتن يؤكد إن جميع المشاركين في العمل الإرهابي سينالون عقابهم العادل حتما
• تعاطف هائل مع الشعب الروسي عالميا، وطوابير المتبرعين بالدم تقدم أكثر من طن من الدم لمساعدة الجرحى
أعلنت السلطات الروسية المختصة أن حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي على قاعة الموسيقى في مجمع كروكس التجاري حتى صباح الأحد 24 مارس الحالي قد بلغ 150 قتيلا بينهم 7 أطفال إلى جانب أكثر من مئة جريح يعالجون في المشافي حالة بعضهم حرجة.
وتبين أن الإرهابيين كانوا يعرفون منطقة الهجوم جيدا وقد أحرقوا عمدا مناطق مخارج الطوارئ لتعطيل عمليات الإنقاذ. وقد تم العثور على موبايل أحد الإرهابيين في أرض القاعة ما يمكن أن يقدم معلومات إضافية هامة لمسار التحقيقات.
من جهة ثانية تم تجهيز ما يزيد عن طن من الدم، حيث اصطفت الطوابير للتبرع بالدم لمساعدة الجرحى، وذكر أن أكثر من 2700 متبرع قدموا إلى مراكز التبرع في موسكو حسب وزارة الصحة الروسية.
وقد أعلن الرئيس الروسي بوتن يوم الأحد 24 مارس الحالي يوم حداد وطني شامل على ضحايا الهجوم الإرهابي في ضواحي موسكو وقد نكست الأعلام على المباني الرسمية وفي مباني السفارات الروسية في الخارج فيما يستمر المواطنون الروس والأجانب بوضع الزهور أمام السفارات الروسي كتعبير عن العزاء وأعلنت ثلاث جمهوريات أجنبية مشاركة روسيا في يوم الحداد وهي: صرب البوسنة، ونيكاراغوا، وأبخازيا.
كما توجه الرئيس الروسي بكلمة إلى الشعب أعلن فيها اتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة الإرهاب في موسكو ومناطق أخرى مؤكدا أن أحدا لن يستطيع زعزعة الوحدة الوطنية وقوة الشعب في روسيا التي اجتازت أصعب التجارب مرارا وستتجاوزها الآن أيضا منوها بأن الإرهابيين قاموا بإطلاق النار على الناس بدم بارد كما كان يفعل النازيون، ثم توجهوا إلى الحدود الأوكرانية، وقدم تعازيه لأهالي الضحايا، وأكد أن جميع منفذي ومدبري الهجوم الإرهابي سينالون عقابهم حتما. الجدير بالذكر أن بوكلونسكايا مستشارة النائب العام طالبت بتنفيذ عقوبة الإعدام في منفذي الهجوم معتبرة أنها العقوبة الوحيدة التي يستحقونها، واصفة إياهم مجرد آلات لا تفكر وليسوا بشرا، وأن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم ولا يحق لمنفذيها حتى طلب الرحمة.
وقد أعلنت الداخلية الروسية أن جميع الإرهابيين الذين اشتركوا بالهجوم هم من الأجانب وليس بينهم مواطنون روس. وأن المنفذين الأربعة اعتقلوا في منطقة بريانسك وبدأوا بتقديم اعترافاتهم حيث تلقى أحدهم وثائق الإقامة في مطار روسي من أشخاص لا يعرفهم ما يعني وجود شبكة كبيرة تمارس تنظيما دقيقا.
وتشير التحقيقات الأولية واعترافات الإرهابيين إلى أن تجنيدهم تم عبر التلغرام وأنهم متأثرون ببعض الدعاة الإسلاميين وتم تجنيد أحدهم عن طريق مساعد هذا الداعية وتبين أنه جاء من تركيا في 4 من الشهر الحالي. وذكر آخر أن الذين جندوه وعدوه بمبلغ 500 ألف روبل حولوا له نصفه فقط عبر البطاقة المصرفية، واعترف بأنه أطلق النار على الناس عشوائيا في قاعة الموسيقى، كما تبين أن المنظمين قدموا لهم إحداثيات المكان وزودوهم بالأسلحة، وقد أقام الإرهابيون الذين لم يكونوا يعرفون واحدهم الآخر في فندق شمال موسكو.
ويتوضح أن الإرهابيين هم من المتطرفين الإسلاميين وقد يكون بعضهم من داعش فعلا فالطبيعة الإجرامية والقسوة واستهداف المدنيين الأبرياء ، ولكنهم قاموا بعملهم هذا وفق مخطط آخر ترجح موسكو أنه أعد في أوكرانيا.
وتسعى واشنطن للتأكيد على أن من قام بهذا العمل الشنيع هو تنظيم داعش حيث أدان البيت الأبيض هذا الهجوم الإرهابي واصفا داعش بأنه عدو إرهابي مشترك يجب هزيمته في كل مكان حسب كارين جان بيار المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، كما سارع وزير الخارجية الأمريكية بلينكن لإدانة الهجوم الذي وصفه بالجريمة البشعة معبرا عن تضامنه مع الشعب الروسي.
في غضون ذلك رجح ماك غريغور المستشار السابق في البنتاغون تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وكذلك البريطانية في تنظيم هذا الهجوم، وأن المهاجمين يرتبطون بجماعات إسلامية تقاتل إلى جانب أوكرانيا. وتشير تعليقات مرافقة إلى أن الولايات المتحدة هي التي أوجدت تنظيم القاعدة والهجوم على برجي التجارة في نيويورك كان نتيجة انقلاب السحر على الساحر، ثم سرعان ما رتبت الأمور مع داعش الذي ترعاه في سوريا وتقدم له المعطيات اللوجستية للقيام بهجماته على الجيش السوري وحتى على المدنيين وخاصة إبان جني الفطر في براري البادية.
ويلفت النظر أن وزيرة الخارجية النمساوية السابقة كاريل كنسيل اعتبرت هذا الهجوم سياسيا موجها ضد روسيا لتحقيق قتل جماعي ممنهج. ويرى خبير العلاقات الدولية الأرجنتيني خورخي الباروم أن العملية خطط لها بدقة وألّا مجال للصدف في العلاقات الدولية وأن للتوقيت دلالته الواضحة حيث جاء الهجوم بعد الفوز الساحق الذي حققه بوتن في الانتخابات الرئاسية عدا عن تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض وإعلان ماكرون عن احتمال هزيمة أوكرانيا قريبا ناهيك عن فشل الحصار والعقوبات على روسيا.
نشير أخيرا إلى أن الرئيس الرئيس الأوكراني اتهم موسكو بأنها ضالعة في هذا العمل الإرهابي، وأن بوتن يحاول إلصاق التهمة بأوكرانيا، ما استدعى ردا من زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية التي اعتبرت أن تصريحاته نفسها كفيلة بتدميره كاللعنة، وأن أوكرانيا تحولت على أيادي الغرب على مدى 10 سنوات إلى مركز لنشر الإرهاب الدموي.