لم يعد السؤال متى وكيف يمكن أن يرد حزب الله على العدوان الإسرائيلي على بيروت، فهذا أصبح محسوما، وهو ما اعلنه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بل السؤال : ماذا بعد دخول المنطقة معادلة ” الردود والردود المضادة؟ وهذه المعادلة يمكن تسميتها ب”حرب المدن “.
فالعدوانان الاسرائيليان على بيروت وطهران إعلان حرب لا لبس فيه. إن سياسة الاغتيالات لا تغير في مسارات الحرب ولا في استراتيجيتها، واما مفاعيلها، رغم الخسائر الكبيرة، ستنتهي عند رد المقاومة. الجهة الاميركية هي الجهة الوحيدة يمكن أن تردع بنيامين نتنياهو حتى لا تتحول “حرب المدن ” إلى حرب اقليمية واسعة، ولكنها لا تفعل ذلك، بل تؤكد أنها ستوفر غطاء حماية لدولة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عنها. فلا يمكن أن تشن اسرائيل عدوانين على بيروت وطهران من دون تغطية أميركية كاملة.
إنّ الأشهر العشرة من المواجهات مع الإحتلال الإسرائيلي شكلت مرحلة أولى من الحرب، وبعد العدوانين على بيروت وطهران، دخلت الحرب في مرحلة ثانية، أقسى وأشد، ويخطئ من يستعجل بتحديد مساراتها، واحتمالاتها مفتوحة على كل الجوانب. فسياسة “حافة الهاوية ” التي يتبعها بنيامين نتنياهو، تدفع المنطقة إلى الوقوع في الهاوية، والعدوانان على بيروت وطهران، وسياسة الاغتيالات، تعني شيئا واحدا: إسقاط الوساطات.
كما أنه لا رغبة جدية لدى الإدارة الأميركية بإيقاف الحرب، وبنيامين نتنياهو يستغل هذا الأمر، ويستغل وجود “شبه رئيس ” في البيت الأبيض يفقد سريعا قدراته الذهنية والادراكية، فضلا عن استثماره في الإنقسام الحاصل داخل الحزب الديموقراطي.
لقد أسقط بنيامين خمس وساطات للتسوية شارك الأميركيون في صياغتها، ومن ضمنها “مقترح بايدن ” ولو كان هناك جدية أميركية بوقف الحرب، لكانت توقفت منذ أشهر.