تحليل

نتنياهو قد يُكرّر تجربة “باراك” الفاشلة

ماتريوشكا نيوز

كثُر الكلام مؤخراً عن نوايا العدو الاسرائيلي في شن هجوم بري على جنوب لبنان، مما يجرنا إلى السؤال، هل هذا المُحتمل شبه مؤكد في ظل التصعيد بين الطرفين مؤخراً؟

لعل الذي يُشجع على تقبل هذا الإحتمال هو نية إسرائيل فعلياً الهجوم البري بسبب صدور تصريحات عديدة من إعلاميين اسرائيليين وجنرالات حاليين وسابقين ومسؤولين مهمين تحث على هذا التوجه. وما يعزز هذا التوجه عملياً على الارض، إن كل عمليات القصف الجوي والمدفعي على جنوب لبنان وعلى قيادات  حزب الله وقواته ما هي الا عمليات إضعاف قدرات حزب الله على المواجهة تحضيراً للهجوم، أي مرحلة التحضيرات والتي تهدف الى معاقبة الخصم المقابل من جهة واستكمال الاستعدادات البرية من جهة ثانية..

وفعلاً فإن العدو ومنذ عدة أيام يحشد فرقهُ في الشمال، فقد حشد حتى الآن خمسة فرق، إثنان منها دفاع إقليمي والأخريات قتالية هجومية ـ الفرق 36 و 98 و 210 ـ وتعتبر هذه الفرق من قوات النخبة، وممن قاتلوا في غزة ضد حماس. ومن المُعلن والصريح أن هدف الهجوم البري هو تدمير غالبية قوات المقاومة، خاصة فرقة الرضوان ودفع ما يتبقى لما وراء نهر الليطاني، لتحقيق هدف إعادة المهجرين المستوطنين إلى أماكن سكنهم في شمال فلسطين المحتلة، وكذلك كسر إرادة حزب الله بالربط بين وقف النار في جنوب لبنان وبين وقف النار في غزة.. في المقابل هناك من يستبعد لجوء نتنياهو إلى خيار الهجوم البري مستنداً  إلى:

1- تحشيد خمسة فرق ليس بالضرورة للهجوم بل هو للتلويح بالتهديد الذي قد يؤدي بحزب الله إلى إعادة النظر بموقفه.

2- إبعاد قوات المقاومة إلى ما وراء الليطاني لا يحقق الأمن لمستوطني الشمال طالما يمتلك حزب الله آلاف الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى.

3- سيتحمل المهاجم خسائر بشرية وبالمعدات أمام خصم مدرب ومقاتل شرس مؤدلج وعلى معرفة بأرض المعركة وكيفية التعامل معها وتسخيرها لصالحه أكثر من المهاجم كما حصل في معارك 2006 والتي خسر فيها الاسرائيليون.

4- كلفة توسيع الحرب حسب تقديرات المختصين بين 70 الى 100 مليار دولار، وهذا فوق طاقة الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من أزمات وعجز كبير.

5- هكذا هجوم ربما يتسع ويجر المنطقة إلى حرب اقليمية، وهو ما لا يريده الامريكان وأغلب دول المنطقة.

6- شريحة واسعة من المجتمع الاسرائيلي وحلقات مهمة من النخب والجنرالات تدرك خطورة هذا المسلك وتحذر من نتائجه.

إزاء كل ما تقدم فإن هكذا خيار يخضع لنظرية الإحتمالات، ولكن المتابع المختص يدرك أن عقلية مثل عقلية نتنياهو والبطانة التي حولهُ لا تأخذ بالإعتبار التحذيرات والنصائح، حتى من أقرب أصدقائهم وداعميهم. يضاف إلى ذلك فإن نتنياهو شخصياً يريد توسيع الحرب وتوريط أميركا بمواجهة مع ايران لملاءمتها مع نزعته الإجرامية، ومع مصالحه الشخصية والسياسية، غير مبالٍ لتحذيرات بعض العقلاء في إسرائيل، وبخاصة مَن هم في سدة المسؤولية بالمؤسسة الامنية.

الخلاصة من موازنة محاذير ومزايا مسلك التلويح بالتهديد وتجنب توسيع الحرب من جهة، ومسلك الهجوم البري وتوسيع الحربمن جهة مقابلة، تكمن في الاستنتاج ان نتنياهو وزمرته أميل إلى خيار  ومسلك الهجوم البري، وهو ما يجب التحوّط منه والأخذ بالأسباب لإفشال نوايا ومخطط نتنياهو وزمرته المُتخمة والمهووسة بالإجرام والتدمير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى