تأكدوا أن لا شيء يردع نتنياهو وزمرته لإيقاف الحرب في لبنان ولا حتى في غزة التي تمر بأخطر مرحلة الآن وفي شمال غزة بالذات إذ يقوم الاسرائيليون بتهجير سكانها إلى جنوب خط نتساريم وفق خطة الجنرالات.
الذي يردع نتنياهو وزمرته هو صمود المقاومة وانزال أكبر ما يمكن من الخسائر في الأفراد ومنع عودة المهجرين إلى سكناهم في شمال فلسطين المحتلة لا بل توسيع هذه الهوة.. وضرورة إتّباع سياسة الردع المقابل بالصواريخ.. إن قصف بيروت يجب أن يقابله قصف المدن خاصة حيفا وتل أبيب..
في هذه المرحلة الصعبة أهم شيء بالنسبة للمقاومة هو ترشيد الصواريخ من خلال تجنب القصف المشتت والعبثي بل التركيز على استهداف أهداف حيوية ومؤثرة ماديا ومعنويا، فمثلا قبل أيام استهدفت ريشون لتسيون فمن الضروري التركيز عليها عدة مرات لوجود فيها مركز أبحاث نووي، مفاعل أبحاث.. إنزال الخسائر البشرية ومنع عودة المهجرين والردع المقابل المؤثر والمركز على المدن وأهداف حيوية هو منهج هذه المرحلة.
على قيادة المقاومة التفكير والتخطيط لحرب ومواجهة صعبة وقاسية وطويلة، حرب استنزاف.. مع عدو متغطرس ومؤدلج بالصهيونية الدينية.. لا يفيد معه الحلول الدبلوماسية والسياسية.. وهو بالأصل لا يأبه بها ولها. ومن ضروريات الاستعداد لهذه المرحلة قبول وضخ مقاتلون متطوعون من كل مكان أسوة بما حصل في مواجهة السوفييت في أفغانستان بالثمانينات والتسعينات. هزيمة هذا العدو وكسر إرادته وحرمانه من تحقيق أهدافه بالحرب مسألة مصير ووجود للمقاومة في لبنان وغزة والضفة.
ينبغي ضمان الدعم الخارجي واستمرارية هذا الدعم اللوجستي وغيره من أساسيات هذه المواجهة ويقع ذلك على عاتق قيادة المقاومة وداعميها.. وكذا يشمل مواد تموين القتال أيضا. هذا العدو لا يتعامل إلا بالقوة ولا يفهم إلا لغة القوة ولذلك لا يواجه إلا بنفس اللغة. فواجب التحسب والتحوط والأخذ بأسباب القوة وهي سُنة هكذا نوع من الحرب والمواجهة.
مسألة حيوية يجب ان يحتاط لها أهل الشأن، إن هذا العدو بوجود نتنياهو وزمرته المجرمة، إن احتل أرضا في جنوب لبنان لن ينسحب منها بذريعة امن اسرائيل الحيوى تذكروا جيدا خرائط الشرق الاوسط الجديد التي عرضها في الجمعية العامة والتي تضم غزة والضفة وجنوب لبنان، الامر بالنسبة له حاله سيكون مثل حال الجولان والضفة الغربية.. فينبغي أيضا حرمانه من اي موطئ قدم في جنوب لبنان الآن ولاحقا وحسب مجريات معارك الميدان. لذلك نقول أن هذه معركة مصير ووجود ومعركة كسر إرادات. نستنفر لها كل المقدرات الوطنية والقومية والاسلامية.
ولو حقق نتنياهو ما يريد في هذه الحرب فلن تخلص من شروره ونواياه التوسعية الخبيثة كل دول المنطقة. ولذلك هي معركة الجميع طليعتها ورأس الحربة فيها المقاومة الفلسطينية واللبنانية. ومن لا يدرك هذه الحقيقة او لا يريد أن يدركها فسوف تحل عليه الندامة والملامة ولات ساعة مندم.
أما بصدد العملاء فأهم شيء هو تشكيل هيئة أو خلية اختصاصية بالاستجواب والتحقيق والاستنطاق لتحصيل المعلومات منهم عن الأجهزة والعناوين مع أماكنها التي يعملون معها وهل عملهم بالنظام الخيطي أم بنظام الشبكات.. وضروري جدا استكشاف آخرين يعملون للعدو.. هذ يتطلب أماكن توقيف سرية جداً ومحققون ثقة وخبرة واختصاص. مصير هؤلاء العملاء بعد استنفاذهم وعصرهم واستخلاص المعلومات منهم، إما استعمالهم في لعبة مزدوجة “مقدور عليها” أو من لا ينصاع أو ينصلح فجزاؤه جهنم وبئس المصير. أحياناً اذا كانت الخلية على تنسيق مع جهاز دولة متعاونة فيجب الاحتفاظ بأعضائها للمبادلة والمساومة مع الخصم المقابل. وأحياناً تحتاج إلى وضع هؤلاء تحت المراقبة قبل وبعد إلقاء القبض عليهم لاكتشاف المزيد عنهم.. هذا يتطلب مجموعة مراقبة بشرية وفنية، وهذا يعتمد على قدرات وإمكانيات هيئة التحقيق وعلى مكان ودائرة عملها الجغرافية وهل فيها حرية عمل أم فيها قيود. من ناحية أخرى فهناك تطور أرجو أن يكون أمام الجميع وهو أن روسيا قد أعلمت إيران بأنها فرضت مراقبة واستطلاع لمنطقة الخليج، والتي من المتوقع أن تمر كل أو أغلب الطائرات التي قد تنفذ الضربة الإسرائيلية منها، فالمعلومات تمرر أولا بأول إلى الجانب الإيراني.