نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان
“تفويض واسع لإسرائيل بالهجوم على طول الحدود داخل أراضي لبنان لإحباط تهديدات (حزب الله) أو تنظيمات أخرى، وفي كل حالة تشخص فيها إسرائيل وجود تهديدات عليها في عمق أراضي لبنان، من بينها إنتاج السلاح وتخزينه ونقل السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية أو الصواريخ ذات المدى المتوسط أو البعيد، فسيسمح لها بالعمل عسكرياً، هذا فقط إذا فشلت الحكومة اللبنانية أو أي جسم رقابي آخر يتم تأسيسه برعاية أميركا في محاولة إحباط هذه التهديدات. وجاء في المسودة أن إسرائيل يمكنها الاستمرار في القيام بطلعات جوية عسكرية في سماء لبنان لأهداف استخباراتية وتعقب”.
نشرت “الإندبندنت” تقريراً إخبارياً بهذا العنوان اليوم الجمعة 1/11 الجاري أعدته “أمال شحادة”، استهلته بالقول: “أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عدم الاطمئنان بالتوصل إلى اتفاق من دون تحقيق أهداف الحرب في لبنان وضمان أمن الحدود وعودة سكان الشمال النازحين إلى بيوتهم، مدعياً أن الظروف الناشئة غير كافية وأن الواقع لا يزال يتطلب مزيداً من القتال حتى تستطيع إسرائيل فرض شروط أفضل للاتفاق. على رغم التفاهمات النهائية التي توصل إليها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر خلال اليومين الأخيرين مع المسؤولين الأميركيين حول مسودة الاتفاق مع لبنان، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نسف كل التوقعات باقتراب موعد وقف النار في لبنان والتوصل إلى اتفاق. وأوضح نتنياهو موقفاً مغايراً خلال لقائه منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في تل أبيب، مبقياً الضبابية على الموقف الإسرائيلي للفترة المقبلة ومشككاً خلال حديثه في إمكان تنفيذ اتفاق مع لبنان، إذ أعرب عن عدم الاطمئنان بالتوصل إلى اتفاق من دون تحقيق أهداف الحرب وضمان أمن الحدود وعودة سكان الشمال النازحين إلى بيوتهم. نتنياهو ادعى أن الظروف الناشئة غير كافية بعد والواقع لا يزال يتطلب مزيداً من القتال حتى تستطيع إسرائيل فرض شروط أفضل للاتفاق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي (الأمر الأساس ليس أوراق اتفاق كهذا أو ذاك، وإنما قدرة وإصرار إسرائيل على إحباط أي تهديد من لبنان على أمنها، وبصورة تعيد سكاننا إلى بيوتهم بأمان)، وألمح نتنياهو إلى أن إسرائيل ستصر على المحافظة على حريتها العملياتية في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب في لبنان”.
واستطرت: “وخلافاً للقاءات سابقة مع الأميركيين، عندما كان يُعقد مؤتمر صحافي مشترك، اكتفى نتنياهو هذه المرة بإصدار بيان من مكتبه حول اللقاء، ذكر فيه أن اللقاء ركز على الترتيبات الأمنية المتعلقة بالساحة الشمالية ولبنان. وأراد نتنياهو أن يوضح موقفه من الاتفاق بصورة علنية وأمام أوسع قاعدة جماهيرية خلال مراسم تخريج دورة ضباط قتاليين في الجيش، بعد أن أبدت قيادة الجيش والأجهزة الأمنية دعماً لتسوية تؤدي إلى اتفاق يوقف القتال، وأكدت أن الجيش يمكنه وقف العملية البرية في غضون أيام، وهذا ما يرفضه نتنياهو ووزراء (الكابينت) المصغر. وأثناء مشاركته في مراسم تخريج الضباط، تطرق نتنياهو إلى الوضع الأمني تجاه إيران وغزة وأيضاً لبنان، فقال (بالنسبة إلى الحديث عن تسوية في لبنان، أريد أن أوضح أن الاتفاقات والأوراق والمقترحات والأرقام 1559 و1701، كل هذه لها احترامها لكنها ليست الأمر الرئيس، الأساس هو قدرتنا وتصميمنا على فرض الأمن وإحباط الهجمات ضدنا والعمل ضد تسليح أعدائنا بقدر ما هو ضروري على رغم كل الضغوط والقيود، هذا هو الأمر الرئيس). وبحسب نتنياهو، فإن (تل أبيب تغيّر وجه الشرق الأوسط لكنها ما زالت في خضم العاصفة)، وأكد أنه لا يحدد موعداً لإنهاء الحرب (لكنني أضع أهدافاً واضحة لكسب الحرب وتحقيق النصر”.
عراقيل على طريق إحباط الاتفاق
“موقف نتنياهو هذا جاء في ذروة إطلاق صفارات الإنذار وأصوات الانفجارات جراء سقوط صواريخ ومسيّرات (حزب الله) في مختلف بلدات الشمال، مما أدى إلى مقتل سبعة وجرح آخرين، وبالتزامن تصاعدت تهديدات واحتجاجات جهات عدة في إسرائيل، بينهم رؤساء بلدات الشمال والسكان النازحين عن بيوتهم منذ أكثر من عام، بعد تسريب مسودة الاتفاق التي اعتبروا أنها لن تضمن أمن سكان الشمال أو منع تعزيز قدرات (حزب الله). وارتفعت حدة الاحتجاجات مع تكثيف إطلاق الصواريخ والمسيّرات على بلدات الشمال وحيفا، وكذلك مقتل سبعة في المطلة والكريوت بمنطقة حيفا، ليسجل أمس الخميس أكثر الأيام حدة منذ بداية عملية (سهام الشمال) وتصعيد القتال بين (حزب الله) وإسرائيل. وفي المطلة وعلى بعد 100 متر من الحدود، سقط صاروخان أطلقهما (حزب الله) من دون صفارة إنذار ولا حتى وجود ملاجئ أو أماكن آمنة في تلك المنطقة، مما أدى إلى مقتل أربعة عمال أجانب من تايلاند وإسرائيل، إضافة إلى إصابة خطرة لعامل أجنبي. وشهدت المنطقة قصفاً مكثفاً وبقيت فرق الإنقاذ والجيش أكثر من ساعة حتى تمكنت من نقل القتلى والجرحى، وبعد ساعات تلقت بلدات الشمال رشقات صاروخية أخرى وكان الهدف كرمئيل حيث سقط 25 صاروخاً، ومنطقة حيفا حيث سقطت صواريخ في الكريوت أدت إلى مقتل أم وابنها من فلسطينيي 48 فضلاً عن جرح آخرين. تزامناً، وفي محاولة لمنع نتنياهو من الرضوخ أمام ضغوطات تدفعه إلى الموافقة على ما جاء في مسودة الاتفاق، أعلنت مجموعة (نقاتل من أجل الشمال) عن تصعيد الاحتجاجات ونصب خيام أمام بيت نتنياهو للنازحين عن الشمال، احتجاجاً على صيغة مسودة الاتفاق. وبعثت المجموعة برسالة إلى نتنياهو أعلنت فيها أن السكان لن يعودوا إلى بيوتهم إذا تم تنفيذ الاتفاق، وجاء في الرسالة التي تلقاها نتنياهو قبل لقائه هوكشتاين وماكغورك (قرأنا الليلة بقلق بالغ مسودة وثيقة المفاوضات ونحن قلقون للغاية في شأن العواقب المدمرة لتنفيذ الاتفاق المعني في الشمال). وأضافت الرسالة (كما قلنا في الماضي، إذا كان هدف الحرب هو النصر على المدى الطويل، فإن العائلات مستعدة للبقاء خارج بيوتها لأشهر عدة من أجل منع المذبحة التالية الوشيكة)، وأعلنوا أنهم لن يقبلوا (وضعاً تنسحب فيه إسرائيل التي هي في وضع ضغط مهم على حزب الله من الأراضي التي يسيطر عليها داخل لبنان). وتابعت الرسالة (لن نقبل بوضع يستمر فيه التهديد لسكان الشمال يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وإذا تم تنفيذ الاتفاق، فسنصعد احتجاجات آلاف العائلات ولن نعود إلى بيوتنا، وسننتقل إلى العيش داخل خيام قرب مقر الحكومة)”.
لإسرائيل حرية العمل في بيروت بعد الاتفاق
“وبحسب مسودة الاتفاق، يمنح تفويض واسع لإسرائيل بالهجوم على طول الحدود داخل أراضي لبنان لإحباط تهديدات (حزب الله) أو تنظيمات أخرى، وفي كل حالة تشخص فيها إسرائيل وجود تهديدات عليها في عمق أراضي لبنان، من بينها إنتاج السلاح وتخزينه ونقل السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية أو الصواريخ ذات المدى المتوسط أو البعيد، فسيسمح لها بالعمل عسكرياً، هذا فقط إذا فشلت الحكومة اللبنانية أو أي جسم رقابي آخر يتم تأسيسه برعاية أميركا في محاولة إحباط هذه التهديدات. وجاء في المسودة أن إسرائيل يمكنها الاستمرار في القيام بطلعات جوية عسكرية في سماء لبنان لأهداف استخباراتية وتعقب”.
ومما تنص عليه المسودة:
“الجيش اللبناني سيكون القوة المسلحة الوحيدة، إضافة إلى قوة (يونيفيل) التي سيسمح لها بالعمل في أراضي لبنان. الجيش اللبناني يعطى توجيهات بمنع إدخال سلاح أو وسائل قتالية غير مرخصة في المعابر الحدودية وسيعمل على تفكيك مصانع وبنى تحتية لإنتاج السلاح والذخيرة التي أقامتها المنظمات المختلفة في لبنان. بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان سيكون لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، بحسب القانون الدولي، والحفاظ على الأمن على طول الحدود في الشمال، بما في ذلك القيام بنشاطات ضد تهديدات على أمنها. الاتفاق يحدد منطقة في أراضي لبنان على طول خط الحدود، فيها الولايات المتحدة تعترف الولايات المتحدة ضمنها بحق إسرائيل في (العمل للدفاع الفوري عن النفس). دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في تطبيق القرار 1701 الذي سيضمن عدم استخدام (حزب الله) أو قوات مسلحة أخرى قوتها مجدداً أو السلاح والبنى التحتية في جنوب لبنان. إسرائيل والولايات المتحدة ستتشاركان في المعلومات الاستخباراتية الحساسة في ما يتعلق بالخروقات أو الاشتباه في خرق الاتفاق من الطرف اللبناني، والمعلومات ستنقل إلى الحكومة اللبنانية أو جهاز رقابة بديل كي يعمل ضد الانتهاكات. وكُتب في المسودة أن الإدارة الأميركية ملزمة العمل مع إسرائيل وشركاء آخرين ضد جهود إيران لتقويض الاستقرار في لبنان ومنع طهران ووكلائها من السعي إلى تقويض خطة وقف إطلاق النار”.