فضح موقع “محادثة داخلية” الإسرائيلي حقيقة ما يجري في قطاع غزة ميدانياً، وعلى لسان عدد من الجنود والضباط التقاهم كعينات ميدانية تواجدت هناك وشاركت في ما يجري. وقد جاء في دردشاتهم الجماعية بكلّ فخر ونشوة: “كنّا نطلق النار بشكل عشوائي دون أي ضوابط أو تعليمات، لمجرّد الشعور بالملل، وقتلنا الفلسطينيين من أجل المتعة، وأحرقنا المنازل، وتركنا الجثث منتشرة في الشوارع، وكنّا نزيلها بالجرافات من الشوارع عندما تدخل قوافل المساعدات أو الجمعيات والمؤسسات الدولية الإنسانية كي لا يروا ما يحدث.. وكنّا نحصل على تسامح كامل من الضباط وقادة الجيش، ولا يوجد أصلاً سياسة لإطلاق النار.. وإذا اقترب شخص ما كنّا نطلق النار على جسده مباشرة وليس في الهواء للتحذير، وكان مسموحاً إطلاق النار على الجميع طفلة مُسِنّة أي شخص.. ومسموح إطلاق النار على مدرسة أو مستشفى.. بعد الخروج من منزل ما كان قائد السرية أو نائبه يحرق المنزل، أحرقنا مئات المنازل.. كنّا ندمّر المنازل فقط رغبة في الدمار، وكنّا ندمّر أي شيء يعود للغزّيين..”. وشكّك أحد الضباط في هذه المقابلات في التقارير الرسمية التي ينشرها “الجيش” والمتحدث الرسمي باسمه حول أعداد “المُخرّبين” القتلى بقوله إن هذه التقارير “تعتبر أي شخص قتلناه مُخرّب.. كنّا عندما نقتل نسجّل فوراً، وأي جندي أو ضابط يريد أن يظهر (أبو علي) يقول أنا قتلت عشرة..”.
وفي السياق ذاته كتب “روغل ألفر” الصحفي اليساري المعروف مقالاً في صحيفة “هآرتس” أكد فيه على “إن الشعب الذي يفرح بسقوط الضعفاء من أطفال ومُسنّي أعدائه هو شعب عديم الأخلاق، مصاب بشيء سام وبانحراف أخلاقي وبشيء همجي”، وانتقد دعوات القناة 14 اليمينية المتطرفة الموالية لحكومة نتنياهو اليومية لقتل المدنيين العُزّل ووصفها لهم وهي في قمّة السعادة بـِ”الفئران التي تخرج من الجحور” فقال: “هؤلاء ليسوا فئران” مذكّراً “بأن النازيين مَن أطلقوا على اليهود الذين كانوا يسيرون في مواكب مماثلة فئران”. وختم مقالته: ” أرى ذلك وأنا أبكي ليس من فظاعة المشهد، بل على فقدان الإنسان الإسرائيلي إنسانيته”.